أخبار أئمة الزيدية
في
طبرستان وديلمان وجيلان
نصوص تاريخية جمعها وحققها
ويلفريد مادلونغ
إن النصوص التي تم تجميعها وتحقيقها هنا توفر، لأول مرة، مصدرا لتاريخ الحكم العلوي والزيدي في مناطق جنوب بحر الخزر، من القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي وحتى بداية القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي. وقد كتب معظمها أبناء المجتمع الزيدي الخزري، وكتب الباقي بالاعتماد المباشر على ما سجلوه من أعمال. وكنتيجة لانقراض المجتمع الزيدي الخزري مع بداية العصر الصفوي، فإن المجتمع الزيدي في اليمن هو الذي حفظ تراثهم الأدبي بشكل يكاد يكون منفردا، فجميع النصوص المنشورة في هذه الطبعة التي بين يدينا قد جاءت بالفعل من مصادر يمنية.
صفحه ۱
إن العلاقات بين المجتمعين الزيديين، في منطقة بحر الخزر واليمن، كانت وثيقة جدا وخاصة خلال بعض المراحل في تاريخيهما، وذلك على الرغم من التباعد الجغرافي الكبير، فمؤسس الإمامة الزيدية في اليمن، الهادي إلى الحق يحيى (توفي عام 298ه/911م) زار طبرستان في البداية ليثبت نفسه هناك، وعندما استقر لاحقا في اليمن دعمه فيها متطوعون زيود من منطقة بحر الخزر. هذا وكان الزيود في طبرستان الغربية، في الرويان Ruyan وكلار Kalar وشالوس Shalus، قد تبنوا في مرحلة مبكرة التعاليم الشرعية للمدرسة التي أسسها جد الهادي - القاسم بن إبراهيم الرسي (توفي عام 246ه/860م) - والتي عرفت باسمه "القاسمية". وحتى عندما قام الإمام الزيدي الخزري الناصر للحق الأطروش (توفي عام 304ه/917م) بتدريس تعاليم شرعية مختلفة إلى حد ما بين الديلميين والجيلانيين في المناطق الغربية الأبعد، وعرف أتباعه فيما بعد "بالناصرية". حافظت القاسمية الخزرية على هويتها المنفصلة، والتي مالت للبحث عن القيادة من بين ذرية القاسم، واعترفت بالهادي وبولديه وخليفتيه في اليمن - محمد المرتضى (توفي عام 310ه/922م) وأحمد الناصر لدين الله (توفي عام 322ه/934م) - كأئمة شرعيين. وبعد قرن من الزمان، توسع اثنان من أئمة الخزر، هما الأخوان البطحاني، المؤيد بالله أحمد (توفي عام 410ه/1020م) والناطق بالحق أبو طالب (توفي عام 424ه/1033م)، في التعاليم الشرعية للقاسمية وأدخلا عليها التعديلات. وعلى الرغم أن زيود اليمن قد اعترفوا بهما كإمامين بعد وفاتهما فقط، فإن أعمالهما أصبحت مع الوقت مرجعا هاما بينهم. وفي عام 437ه/1045 -1046م تم الاعتراف بعلوي قادم من مجتمع الخزر، هو الناصر أبو الفتح الديلمي (توفي عام 444ه/1052- 1053م)، إماما لليمن. وفي بداية القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي(1)، اعترف اليمنيون بإمامة أبي طالب الأخير (توفي عام 520ه/1126م)، وهو من ذرية المؤيد الذي حكم في الديلمان وجيلان، وكان نائبه في اليمن من ذرية الهادي. وفي ذلك القرن، جرت عملية إحضار غالبية أدبيات زيود الخزر وأعمالهم لليمن على أيدي علماء فارس الزيود أثناء زياراتهم لليمن، وعلى أيدي علماء اليمن العائدين من زيارة مراكز التعليم الزيدي في شمال غرب إيران. وفي بداية القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي اعترف زيود الخزر بإمامة الإمام اليمني المنصور بالله عبدالله بن حمزة (توفي عام 614ه/1217م) (2). ومن تلك الفترة يرجع تاريخ آخر وثيقة جاءت من مجتمع الخزر، وتوفرت لنا في الطبعة الحالية، وهي رسالة يوسف الجيلاني من لاهيجان والتي كتبت عام 607ه/1210م.
صفحه ۳
وبعد تلك الفترة ضعفت العلاقات بين زيود الخزر وزيود اليمن، ولكنها لم تنقطع بالكامل. وفي عام 674ه/1275 -1276م، دعا الإمام اليمني المتوكل على الله المطهر بن يحيى - طبقا لمصدر يمني - الجيلانيين والديلميين لإعلان ولائهم له، وقد اعترف به بعض علمائهم(1). ولا شك أن المزيد من الدراسات لأعمال زيود اليمن في ذلك العصر قد تكشف مزيدا من المعلومات عن المجتمع الخزري، رغم أنه يبدو من غير المحتمل العثور على مزيد من وثائق مطولة من النوع الذي حققناه هنا. إن تاريخ زيود الخزر خلال معظم القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي ما زال - على ضوء غياب مصادر غير زيدية - مبهما على وجه الخصوص. أما في بداية القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي فإن وصف أبي القاسم كاشاني لجيلان يقدم على الأقل بعض المعلومات بشأن بقاء الأسر العلوية الحاكمة في تلك المنطقة(2). وفي النصف الثاني من القرن يعطي ظاهر الدين مرعشي في كتابه "تاريخ جيلان وديلميستان" (والذي ضاعت أجزاؤه الأولى لسوء الحظ) صورة أوضح لانتشار الزيدية في المنطقة والدور الذي مازالت تلعبه في التطورات السياسية. هذا وقد ذكر السيد علي بن أمير كيائي ملاطي، وهو من ذرية السيد علي بن محمد الغزنوي، في رسالة ليوسف الجيلاني أنه طبقا للتعاليم الزيدية الحقيقية قد آل على نفسه واجب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" مؤيدا بجماعة من العلويين والزيود النادمين التائبين. وعندما استولى على لاهيجان (769ه/1368م) أعلن علماء الزيود في البلدة رسميا ولاءهم له كإمامهم الشرعي، شاهدين باستيفائه لشروط الإمامة الخمسة(1)، وكان هناك متمرد واحد هاجر إلى رشت(2). وبعد وفاة السيد علي (781ه/1379-1380م)، سرعان ما حكم خلفاؤه بشكل منفرد معتمدين على قاعدة الحكم بالوراثة بين أفراد الأسرة الحاكمة. وإن المرء ليشك إن كان أي منهم قد استوفى التأهيل التعليمي في العلوم الدينية وهو من الشروط اللازمة في الإمامة الزيدية، هذا ولم يكشف لنا ظاهر الدين شيئا عن موقف علماء الزيود من هؤلاء الحكام اللاحقين من أسرة أمير كيائي، ويبدو في أغلب الظن أنهم أيدوهم على أنهم حكام صالحون من الذرية العلوية في غياب أي مطالب مؤهل بالإمامة كما حدث في العصور السابقة. أما أن تدريس التعاليم الزيدية قد ظل حيا وقويا خلال تلك المرحلة وخلال العقود الأولى من القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، فهو أمر تأكد الآن بشهادة عدد من الوثائق التي كتبها المجتمع الزيدي الخزري في مرحلته الأخيرة والتي ظهرت حديثا إلى دائرة الضوء. وهذه الوثائق مرتبة ترتيبا مميزا، وتضم عددا من الملاحظات والحواشي معظمها باللغة الفارسية أو باللهجات المحلية، مبعثرة فوق الصفحة، وتتصل الحاشية بالكلمة المعنية في متن النص من خلال خط يربطهما. وبين هذه الوثائق نسختان من "كتاب الإبانة" لأبي جعفر الهوسمي، وكان قاضيا في فترة حكم الإمام أبي طالب الناطق بالحق، وكان الكتاب عن التعاليم الشرعية طبقا للناصر الأطروش مع تعليقات مفصلة(1) وعدد من التفسيرات القرآنية المعتمدة على المذهب الزيدي(2) . ومخطوطات هذه المدرسة تؤكد أيضا تحول المجتمع الزيدي الخزري للشيعة الإمامية في النصف الأول من القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي. وكان آخر تفسير للقرآن(1) أخرجته هذه الجماعة، والذي اكتمل عام 961ه/1554م، قد خلا من أية آثار للتعاليم الزيدية، وقد احتوى في بعض الأحيان على التعاليم الإمامية(2). وطبقا لنور الله شوشتري فإن أمير "كيا" السلطان أحمد خان وغالبية مواطنيه الزيود قد تركوا المذهب الزيدي عام 933ه/ 1526-1527م(3).
لقد قدمت المخطوطات اليمنية الكثير من المعلومات الجديدة عن تاريخ المجتمع الزيدي الخزري حتى القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، والتي لم تتوفر لدينا من مصادر أخرى. وبالفعل، بعد منتصف القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، وبعد أن انتهت الإشارات المتكررة لابن اسنفديار عن التطورات في ديلمان وجيلان، وفرت المصادر اليمنية المرجع الوحيد عن الحكم العلوي في تلك المنطقة.
صفحه ۷
ويجب أن تظل هذه الحقيقة عالقة بالأذهان عند الحكم على القصور الواضح لهذه المصادر، مثل معالجتها غير المستوية، والمختصرة في غالبية الأحوال، لفترات حكم الأئمة، والنقص العام في معلوماتهم خلال فترات الانقطاع، وميلهم إلى تهذيب الحكايات والنوادر. وبعض المخطوطات اللاحقة، وخاصة سير الأئمة للمحلي نقلت بقدر كبير من مخطوطات مبكرة. ومن أجل تجنب المزيد من تفتيت النص عن الحد الواجب، والمشمول في عملية نقل النصوص المتعلقة بمنطقة الخزر خارج نطاقها، تمت إعادة نشر هذه النصوص كاملة على الرغم من التكرار الناتج في المجلد.
النصوص
صفحه ۸
I مقتطفة (منتزعة) من القسم الأول من "كتاب التاجي في أخبار الدولة الديلمية" لأبي إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي (توفي عام 384ه/994م). إن وجود هذه المتفرقات من كتاب أبي إسحاق الصابي، والتي تمثل التاريخ الضائع للBuyids في مخطوط يمني، قد أعلن عنه لأول مرة في كتالوج المكتبة المتوكلية في صنعاء(1)، وحيث إن هذا الكتالوج قد ظل مرجعا نادرا خارج اليمن، لم يلحظه العلماء والباحثون حتى قام بالدعاية له خليل يحيى نامي في تقرير بعثته "البعثة المصرية لتصوير المخطوطات العربية في بلاد اليمن" القاهرة، 1952، ص31، وأيضا فؤاد السيد في مقاله "مخطوطات اليمن" مجلة معهد المخطوطات العربية I (1955)، ص200. ومنذ ذلك الحين تمت مناقشة محتويات هذه المتفرقات الباقية، وقام بذلك م.س.خان في مجموعة مقالات تحت عنوان "مخطوط عن خلاصة كتاب التاجي للصابي"، آرابيكا Arabica XII (1965)، ص27 إلى 44، و"محتويات مخطوط كتاب التاجي لأبي إسحاق(2) الصابي"، الدراسات الإسلامية Islamic Studies VIII (1969) ص247 إلى 252. و"دراسات في خلاصة كتاب التاجي للصابي" آرابيكا Arabica XVII (1970) ص151 إلى 160، ومجلد XVIII(1971) ص194 إلى 201. كما قمت أنا أيضا بمناقشة المخطوط في مقال بعنوان" أبو إسحاق الصابي: عن علويي طبرستان وجيلان" (ويحتوي على ترجمة جزئية للجزء الباقي من المخطوط) نشر في "مجلة دراسات الشرق الأدنى، عدد XXVI (1967)، ص17 حتى 57،Journal of Near Eastern Studies XXVI، ومقال تحت عنوان "ملاحظات أخرى على كتاب التاجي للصابي"، الدراسات الإسلامية IX (1970) ص81 حتى 88 -Islamic Studies IX.
إن النسخة الوحيدة المعروفة لهذه "المتفرقات" موجودة في المخطوط رقم 145 "فقه الهادوية" في المكتبة المتوكلية في الجامع الكبير في صنعاء حيث تأتي بعد نص الجزئين الثالث والرابع لكتاب التعاليم الشرعية "الجامع الشافي" لأبي عبدالله العلوي. وكانت البعثة المصرية لتصوير المخطوطات العربية في اليمن قد أحضرت معها ميكروفيلم لهذه "المتفرقات"، وتم الاحتفاظ به في دار الكتب بالقاهرة رقم 235 بين مجموعة الميكروفيلم(1). وتعتمد الطبعة الحالية على نسخة من هذا الميكروفيلم Fol.9r غير واضحة ويصعب قراءتها في الفيلم، ويمكن مضاهاتها بالأصل خلال زيارة لصنعاء في صيف عام 1968.
صفحه ۱۰
والمخطوط الذي لم يكتب قبل القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، والأرجح أنه كتب بعد ذلك، يعد من نوعية رديئة ويعاني من تلف كبير واضح، وفراغات قليلة، ويكاد يكون غير منقوط إلا فيما ندر، وهذا يجعل قراءة الأسماء غير العربية بشكل صحيح من الأمور الصعبة في مواضع كثيرة. ومن الواضح أن الناسخ نفسه لم يكن قادرا على كتابة هذه الأسماء ولذا حاول تقليد رسمها من الأصل الذي كان لديه. إلا أنه من الممكن تحسين النص بشكل كبير مقارنة مع النصوص الموازية المتوفرة لبعض الفقرات. إن رواية أبي إسحاق الصابي لتأسيس الحكم الزيدي في طبرستان على يد الحسن بن زيد (ص15. 71 - ص10. 91) هي عبارة عن نسخة موجزة مكثفة لرواية الطبري(1)، كما أن تقريره عن المعركة الأخيرة لمحمد بن زيد (ص 16- 7. 101) قد اعتمد أيضا على الطبري(2). وفي الجانب الآخر، فإن ابن ظافر قد استخدم "كتاب التاجي" كأساس لروايته عن الحكم العلوي في طبرستان وذلك في مؤلفه "كتاب الدول المنقطعة"، على الرغم من أنه في العادة يوجز نص الصابي إيجازا كبيرا. إن مخطوط مكتبة "أمبروزيانا" G6 لأعمال ابن ظافر(3) قد جرى استخدامه للمقارنة. لقد نقل الإمام المنصور عبدالله بن حمزة في مؤلفه "كتاب الشافي" بعض المقاطع والقصائد الشعرية من "المتفرقات"، إن مخطوطي هذا الكتاب واللذين استخدما(1) للمطابقة هما هذان الموجودان في الجامع الكبير في صنعاء، كما توفرا أيضا على هيئة ميكروفيلم (رقم 234 و2168) بدار الكتب في القاهرة(2). بعض القصائد الشعرية كانت مزدوجة أيضا، مع بعض الاختلافات في المقتطفات التي وردت في "كتاب الإفادة" لأبي طالب الناطق بالحق والذي نشر هنا (تحت رقم III)، وفي "كتاب سمة اللئال في شعر الآل" لإسماعيل بن محمد(3)، وفي كتاب ظاهر الدين مرعشي "تاريخ طبرستان ورويان ومازندران" وأعماله المنشورة الأخرى. ومنذ الإعداد لهذه الطبعة التي بين يدينا، تم نشر نص "المتفرقات" في طبعة زودت بالحواشي، ولكن بدون عناية، على يد محمد حسين الزبيدي، تحت عنوان ("المنتزع من كتاب التاجي لأبي إسحاق الصابي"،بغداد 1977).
صفحه ۱۲
II سيرة الأئمة يحيى بن عبدالله والناصر الأطروش المأخوذة من "كتاب المصابيح" لأبي العباس الحسني، وهو عمل يحتوي على سير حياة النبي وأئمة الزيدية حتى زمن الناصر الأطروش(1). هذا وقد توفي أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، الذي كان معلم الأئمة الخزريين، أبي عبدالله المهدي، والمؤيد، وأبي طالب الناطق بالحق، والذي انتعش صيته ولا شك نحو أواسط القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، وقد مات قبل إنهاء مؤلفه "كتاب المصابيح"، وقام تلميذه أبو الحسن علي بن بلال بإكمال القسم الثاني الذي شمل السيرتين المحققتين هنا، إلا أنه يبدو أنه قد اعتمد بشكل كبير على المادة التي جمعها أستاذه(2).
عند إعداد الطبعة الحالية، تم استخدم المخطوطات الأربع التالية:
أ= ميلانو، مكتبة أمبروزياناA55، تم إكماله في 8 من شهر ذي القعدة 1069ه/ 28 يوليه 1659م.
Cf. E. Griffini, <lista dei Manoscritti Arabi della Biblioteca Ambrosiana di Milano>, Rivista degli Studi Orientali XXX (1910) pp.571f.
ب = مكتبة أمبروزيانا B83، وتاريخ المخطوط 1054ه/1644م.
Cf. Griffini, "lista", RSO IV (1912), p. 1033.
صفحه ۱۳
ح = مخطوط المكتبة المتوكلية بالجامع الكبير في صنعاء، والذي تحتفظ "دار الكتب" بالقاهرة بنسخة ميكروفيلم عنه تحت رقم 81، والذي كتب بأمر المنصور عبدالله بن حمزة (توفي عام 614ه/1217م). ص46، "قائمة" Cf. Qa`ima د = مخطوط الجامع الكبير في صنعاء، والذي تحتفظ "دار الكتب" بالقاهرة بنسخة ميكروفيلم عنه تحت رقم 2232. تم إكماله عام 986ه/1578م. ص46 "قائمة" Cf. Qa`ima
هذا وقد قام الحجوري في كتابه "روضة الأخبار" (أنظر رقم VIII فيما يلي) بالرجوع إلى السيرتين والنقل منهما بقدر كبير. وفي عدد من الحالات القليلة تم تفضيل نص الحجوري على قراءة أي من المخطوطات الأربع عندما بدا واضحا أن النص فيها قد تعرض للتلف. ومن المحتمل بالطبع أن نص الحجوري في مثل هذه الحالات قد اعتمد على تصحيح وتنقيح حدسي أكثر من اعتماده مخطوط أكثر دقة.
III
إن سير يحيى بن عبدالله، والناصر الأطروش، وأبي عبدالله المهدي مأخوذة من "كتاب الإفادة في تاريخ الأئمة السادة" للإمام أبي طالب الناطق بالحق (توفي عام 424ه/1033م)، وهو عبارة عن مجموعة لسير أئمة الزيود حتى أبي عبدالله المهدي(1). وفي السير المحققة هنا، يعتمد الناطق إلى مدى محدود فقط على "كتاب المصابيح" لأستاذه أبي العباس الحسني. وتعتبر السير التي كتبها عن الناصر الأطروش وأبي عبدالله المهدي أعمالا قيمة على وجه الخصوص.
وقد جرى استخدام المخطوطات التالية عند الإعداد لهذه الطبعة:
أ= برلين تحت رقم: Berlin Or. Fol.1300.
وقد وصف المخطوط W.Ahlwardt:
Verzeichnis der arabischen Handschriften der Koniglichen Bibliothek zu Berlin, x, p210.( ص 210) تحت رقم: 9666، وقد أرخ أهلفارد Ahlvardt النسخة كما كتبت (ca 1000/1591).
صفحه ۱۴
ب = برلين ملف37- Berlin Glaser37، والمخطوط الذي وصفه أهلفارد Ahlvardt تم إكماله في 1133/1721. ص209، تحت رقم 9665، Verzeichnis,X
ج = لايدن (1) Leiden Or2616 وتم نسخ المخطوط عام 1074ه/1663-64م.
Cf. C. Landberg, Catalogue de manuscrits arabes provenant d`une bibliotheque privee a El-Medina et appartenant a la maison E.J. Brill, no.251, M.J. de Goeje and Th. W. Juynboll, Catalogus Codicum Arabicorum Bibliothecae Academiae Lugduno-Batavae, Editio Secunda, II,p.63 under no.912, Voorhoeve, Handlist, p.122.
د = الفاتيكان Vatican Arab,1159 كتب المخطوط في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، ووصفه ج. ليفي ديلا فيدا G.levi della Vida،
Elenco dei manoscritti arabi islamici della Biblioteca Vaticana, p.p. 173f(1).
IV
صفحه ۱۵
مقتطفات من كتاب "جلاء الأبصار" للحكيم أبي سعد المحسن بن محمد بن كرامة الجوشمي البيهقي (توفي عام 494ه/ 1101م)، وهو عالم معتزلي انضم للزيدية(2) في أواخر سنوات حياته. إن كتاب "جلاء الأبصار" الذي يتكون من ستين محاضرة (ستين مجلسا)، قرأه مؤلفه في جامع جوشم بالقرب من بيهق خلال الأعوام من 478ه حتى 481ه/ من 1086م حتى 1088م، ولا يعرف أن الكتاب كان مطولا في نصه الأصلي. إلا أن اليمني الزيدي أحمد بن سعد الدين المسوري (توفي عام 1079ه/1668م) قد أخذ مقتطفات مطولة منه، وضمها في كتاب تحت عنوان "تحفة الأبرار من أخبار العترة الأطهار". ومن هذا العمل تم أخذ المنتزعات الحالية المتعلقة بالأخوين العلويين الحسن ومحمد ابني زيد، والإمامين المؤيد والناطق.
هذا وقد جرى استخدام المخطوطات التالية:
أ= مخطوط فينا، المكتبة الوطنية، Glaser12, Fol.3-39 وقد تم نسخ المخطوطة عام 1145ه/1732-33م. Cf الكتالوج المكتوب بخط اليد لمجموعة جلاسر Glaser في فيينا، والذي أعده م. جرونيرت - M.Grunert.
ب = مكتبة أمبروزيانا F278,fol.165ff.
صفحه ۱۶
لقد أشار ابن اسفنديار ونقل عن كتاب "جلاء الأبصار" في ملاحظته حول سيرة المؤيد في كتاب "تاريخ طبرستان"(1). وعند مقارنة سيرتي المؤيد والناطق في النص الحالي المتوفر بين أيدينا، يبدو واضحا أن معظم معلومات ابن اسفنديار حول هذين الإمامين(2) الزيديين قد أخذها من أعمال الحكيم الجوشمي. وفي بعض المواضع يمكن تحسين النص المراجع لابن اسفنديار بمضاهاته بمقتطفات المسوري. كما أن معظم الأشعار والمعلومات عن الأخوين العلويين الحسن ومحمد ابني زيد في المقتطفات المأخوذة من كتاب "جلاء الأبصار" قد تم نقلها بالنص في كتاب "تاريخ طبرستان"(3). أنه من المحتمل جدا أن ابن اسفنديار في هذه المقاطع بالذات لم ينقل من كتاب جلاء الأبصار ولكن من مصدر مشترك للعملين.
صفحه ۱۷
V إن رسالة العالم الزيدي يوسف بن أبي الحسن الجيلاني من لاهيجان، والتي تلقاها العالم الزيدي اليمني عمران بن الحسن بن ناصر العذري الهمداني عام 607ه/1210-11م، والتي جاءت جوابا(1) لرسالة من عمران، قد احتوت بشكل رئيس على معلومات عن أئمة الخزر الزيود للمجتمع الزيدي بعد أبي طالب الناطق حتى زمن كتابة يوسف. لقد اعترف يوسف الجيلاني بإمامة الإمام اليمني المعاصر المنصور بالله عبدالله بن حمزة (توفي عام 614ه/1217م)، وفي الرسالة يسأل عمران أن يتدخل لدى الإمام لصالحه ولمصلحة المجتمع الزيدي الخزري.
المخطوطات التي توفرت لهذه الطبعة:
أ- مكتبة فيينا Glaser 12,fol.40-47، وتلي الرسالة كتاب "تحفة الأبرار" لأحمد بن سعد الدين المسوري ، في المخطوط (أنظر أعلاه رقم ms. A,IV)، ويقول المسوري في الافتتاحية إنه تلقى نسخة عمران من رسالة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم عام 1048ه/1638-39م، وقد نسخ النص من النسخة. وكان المخطوط قد كتب عام 1145ه/1732-33م.
صفحه ۱۸
ب = صنعاء الجامع الكبير، المكتبة المتوكلية رقم 145، فقه الهادوية، ويتبع النص "متفرقات" أبي إسحاق الصابي من "كتاب التاجي" (أنظر أعلاه رقم I)، وكتاب فقه الهادوية موجود في الميكروفيلم الخاص "بالمتفرقات" والمحفوظ في دار الكتب بالقاهرة (ميكروفيلم رقم Fol.16-22,235)، على الرغم من عدم ذكره في كتالوج الميكروفيلم الخاص بالمخطوطات اليمنية. إن مقدمة ونهاية الرسالة ممحوتان في هذا المخطوط، وقد نشر محمد حسين الزبيدي نص هذا المخطوط في نهاية طبعته لمتفرقات الصابي كما ذكرنا أعلاه.
ج= مكتبة أمبروزياناA55,Fol.106-111.Cf."lista",ROS111(1910) Griffini,pp.573f وقد أخطأ جريفيني Griffini عندما ظن أن المرسل إليه هو كاتب الرسالة، وحسب تقديره تمت كتابة المخطوط نحو عام 1100ه/1700م.
صفحه ۱۹
VI وهو عبارة عن قسم من "الرسالة العالمة بالأدلة الحاكمة" للإمام المنصور عبدالله بن حمزة (توفي عام 614ه/1217م) وقد كتب البحث لتبرير أحكام المنصور بالقمع الدموي ضد مذهب المطرفية والتي استنكرها بعض نقاده. وأشار المنصور إلى الحالة المشابهة للإسماعيليين، وجادل بحجة أن غالبية المراجع الزيدية حرمت عقد هدنة أو أية علاقة سلمية مع هؤلاء المهرطقين، ولدعم وجهة نظره استشهد بنقاش يوسف الجيلاني، عالم لاهيجان، في جداله ضد القاضي أبي مضر، العالم الزيدي الشهير في شؤون القضاء والمعلق على "كتاب الزيادات" المتعلق بقوانين الشريعة للإمام المؤيد(1)، والذي أصر على جواز السماح بعقد(2) هدنة مع الإسماعيليين، وفي مجال الرد عليه ذكر يوسف الجيلاني عددا من الأئمة الكملة (السابقين) والعادلين (المقتصدين)، وعددا من علماء الزيدية البارزين الذين أبطلوا أية علاقات سلمية مع الإسماعيليين. وهذا الجزء من بحث المنصور مطبوع هنا.
وقد اعتمدت هذه الطبعة على المخطوطات التالية:
أ= مكتبة أمبروزيانا B62، ويحتوي المخطوط على النص الكامل لبحث المنصور عبدالله بن حمزة، وحسب تقدير جريفيني - Giriffini - كتب المخطوط في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي.
Cf.Giriffini, "lista", RSO IV (1912),1024ص.
صفحه ۲۰
ب = ميونيخ Bayerische Staatsbibiothek,Glaser14 يحتوي المخطوط على عدة جوابات للإمام المنصور القاسم بن محمد (توفي عام 1029ه/1620م) وفيه استشهد بنصوص مبكرة بشكل متكرر، أما القسم الخاص برسالة المنصور عبدالله بن حمزة فقد نقل الرسالة كاملة في موضعين داخل المخطوط (الخالي من الترقيم). الحرف"B" يشير إلى الموضع الأول من موضعي الرسالة.
ج = مكتبة ميونيخ، Glaser 14. الحرف "C" يشير إلى الموضع الثاني للنص في المخطوط.
VII
سير أئمة الخزر المأخوذة من "كتاب الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية" لحميد بن أحمد المحلي (توفي عام 652ه/1254م). ويستمر العمل على خط أبي العباس الحسني في كتابه "المصابيح"، وأبي طالب الناطق في كتابه "الإفادة" في جمع سير أئمة الزيدية حتى زمن المؤلف(1).
صفحه ۲۱
وفي السير المنشورة هنا، اعتمد المحلي بشكل كبير على الأعمال المبكرة الباقية. وفي سيرة يحيى بن عبدالله جرى النقل من كتاب "مقاتل الطالبيين" لأبي الفرج الأصفهاني، ومن كتاب "الإفادة" للناطق. كما أن سيرتي الناصر الأطروش وأبي عبدالله المهدي قد اعتمدتا أيضا على ما كتبه الناطق. ومن الواضح أن المحلي قد استخدم كتاب "جلاء الأبصار" للحكيم الجوشمي عند كتابته لسيرة أبي طالب الناطق، كما أن رسالة يوسف الجيلاني كانت مصدره الرئيس لسير الحسين الناصر، والهادي الحقيني، وأبي الرضا الكيسومي. إلا أن المحلي قد أضاف معلومات من مصادر أخرى لروايته في هذه الأعمال. وقد اعتمدت روايته لسيرة المؤيد بالله على سيرة(1) لهذا الإمام كتبها مؤلف مبكر مجهول الاسم، وليس من المعروف إن كانت تلك النسخة للمؤلف المجهول مازالت باقية. ومن المحتمل أن المؤلف كان يحيى بن الحسين الحسني المرشد بالله (توفي عام 477ه/1084-85م) (2).
إن الميزة البارزة في عمل المحلي هي النقل الواسع من رسائل وكتب الأئمة، والتي أضيفت لبعض السير.
ولسيرة يحيى بن عبدالله، المأخوذة من الجزء الأول من كتاب المحلي، تم استخدام المخطوطات التالية:
أ= لندن، المتحف البريطانيOr.3812، وقام ريو Rieu بوصف المخطوط، والملحق ص328f، رقم 533، والمخطوط مؤرخ في ذي القعدة 972ه/ يونيه 1565م.
صفحه ۲۲
ب = مكتبة أمبروزيانا Cf. D297، صلاح الدين المنجد "فهرس المخطوطات العربية في الأمبروزيانا بميلانو"، الجزء الثاني، القسم الأول، القاهرة 1960، ص49.
وعلى عكس ما ذكره المنجد، فإن المخطوط لا يحتوي على القسم الأول من كتاب المحلي فقط، بل على القسم الثاني أيضا.
ح = ميونيخ، Bayerische Staatsbibliothek, Glaser 86 والمخطوط مؤرخ في 1058ه/1648م.
Cf. R. Strothmann, "Die Literatur der Zaiditen", Der Islam I (1910). P.361; E. Gratzl, "Die arabischer Handschriften in der... Staatsbibliothek zu Munchen", Mitteilungen der Vorderasiatschen Gesellschaft XXII (1917) p.198.
د = المتحف البريطاني Or.3785، هذا وقد قام ريو Rieu بوصف المخطوط الذي اكتمل في 4 رجب 1073ه/ 12 فبراير 1663م، المحلق ص330f، رقم 535.
ه = صنعاء، الجامع الكبير = القاهرة، دار الكتب، ميكروفيلم رقم 2136.Cf، قائمة ص16.
وكان هذا المخطوط ضمن المخطوطات الأخرى التي تمت مصادرتها بعد الثورة في اليمن عام 1962م، وتم حفظها في الجامع الكبير. وتم إكمال هذه النسخة في رمضان 639ه/مارس 1242م في حياة المؤلف. ويبدو أن خط اليد هو نفسه كما في نسخة فيينا ms. Glaser 116، والتي تحتوي على القسم الثاني من "الحدائق الوردية". وفي هذا المخطوط كتب الناسخ اسمه على أنه منصور بن أسعد اليونسي الحرازي.Cf. below under A.
وفي مقارنة نص أبي الفرج الأصفهاني "مقاتل الطالبيين" تم استخدام طبعة أحمد صقر، القاهرة عام 1368ه/1949م.
صفحه ۲۳
وفي طبعة السير الأخرى المأخوذة من القسم الثاني للحدائق الوردية، توفرت المخطوطات التالية(1):
أ= فيينا، Glaser 116، تم إكمال هذا المخطوط في جمادى الآخرة عام 639ه/ ديسمبر 1241م، وجرى ترتيبه بمعرفة المؤلف وتوقيعه. أما الناسخ منصور بن أسعد اليونسي الحرازي، فيبدو أنه نفس من انتهى بعد شهور قليلة من نسخ المخطوط "ه" وهو القسم الأول من كتاب المحلي، ونفترض أن هذا القسم كان ضمن مجموعة مختلفة من عمل كامل.
ب = المتحف البريطاني Or. 3786، قام ريو Rieu بوصف المخطوط (الملحق ص329f، رقم 534)، وقدر أنه كتب في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي.
وبالإضافة للمخطوط "أ"، يقدم هذا المخطوط أفضل نص يمكن التعويل عليه، وفي بعض الحالات فإن قراءته تعد أفضل من قراءة المخطوطات السابقة له.
ج = المتحف البريطاني Or. 3813، وقد وصفه ريو Rieu (الملحق ص331، رقم 536) الذي قدر أنه كتب في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي.
د = أمبروزيانا D297، وهو نفس المخطوط الوارد تحت "ب" القسم الأول.
ه = القاهرة، دار الكتب، تاريخ 876 II، وهو صورة فتوتوكوبي لمخطوط في صنعاء، تم إكماله في شعبان 1351ه/ ديسمبر 1932م. Cf، دار الكتب المصرية: فهرس الكتب التي وردت إلى الدار 1930-1937، الجزء الثامن ص116.
صفحه ۲۴
في سيرة المؤيد نجد مقتطفات من كتابه "سياسة المريدين" قد وردت مع نص هذا العمل كما حواه مخطوط أمبروزيانا ms. Ambrosiana C186, Fol.134-41 (Cf. Griffini, "Lista", RSO VIII [1919-20],p294) designated S in the notes.
جرت مقارنة دعوة المؤيد مع النص كما ورد في كتاب "روضة الأخبار" للحجوري vol. IV, ms. Paris 5982, fol235-8 (Cf. Below no.VIII)، وفي حالات قليلة، كما ذكرنا في الملاحظات، فضلنا نص الحجوري على مخطوط المحلي، أما الاختلافات الأخرى للحجوري فقد أهملتها الملاحظات.
صفحه ۲۵
VIII مقتطفات من القسم الرابع لكتاب "روضة الأخبار وكنوز الأسرار" لأبي محمد يوسف بن محمد الحجوري، الذي كتب عام 627ه/ 1230م. وفي القسم الرابع من موسوعته، قدم الحجوري تسلسلا تاريخيا عاما للإسلام واضعا فيه سير أئمة الزيدية في مواضعهم الصحيحة. وقد اعتمدت هذه السير في الأغلب الأعم على كتاب "المصابيح" لأبي العباس الحسني، ولم يضف على روايته شيئا. وتعرض ملاحظات الحجوري على سيرة المؤيد بعض المعلومات التي تكمل سيرة ذلك الإمام في "الحدائق الوردية". ويضيف الحجوري ملاحظة على العلويين أبي عبدالله محمد بن الحسن الحقيني الراوي عن المؤيد، والإمام(1) أبي الحسن علي بن جعفر الحقيني، أخذها من أعمال أبي الغنائم في الأنساب، والتي لا يبدو أنها بقيت وظلت موجودة. والإمام الحقيني المذكور هنا هو المهدي الحقيني، أبو الهادي الحقيني. والحقيني الرواي، والذي يبدو أنه قريبا بعيدا له فقط، لم يعرف من مصادر أخرى حتى الآن، وربما أدى وجوده إلى إضافة مزيد من الاضطراب إلى المصادر الزيدية بالنسبة للإمامين الحقيني(2). ويبدو أن سلسلة نسب هذين العلويين التي أعدها الحجوري تعتبر غير كاملة.
صفحه ۲۶