همسر زن سربی و دختر زیبایش
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
ژانرها
غطس جعفر عميقا في جوف النهر، خرجت خلفه مئات الفقاقيع وهي تبق، قبل أن تظهر على السطح قطعة من الخراء كبيرة سوداء توقفت قليلا وكأنها تتفحص الاتجاهات ثم دارت حول نفسها مع دوامة صغيرة، ثم سبحت في بطء شمالا في خيلاء مع تيار النهر الواهن، ضحك والدك، ضحك طفل مختبئ وكلبه بين شجيرات المحريب، أشعل سيجارة، أطفأها، نظر إلى ساعته، فكر في قبلة سريعة على فم مليكة شول مادنق، خرج جعفر من الماء، هز رأسه كخروف هطلت على صوفه أمطار، سأل والدك: كم عام مضت منذ وفاة مليكة شول؟
ثم عاد مرة أخرى للماء، ثم عاريا كما خرج آدم من الجنة خرج، صغيرا مبتلا كسحلية فقست لتوها من البيضة، كانت أسنانه بيضاء وبكفه الصغيرة سمكة تصارع من أجل الفكاك.
قال مبتسما: شلباية!
تفحصها والدك ثم رمى بها في النهر، ضحكا معا في آن واحد، بلع الطفل ريقه من بين المحريبات، تعانقا، غنى لحنا كان جعفر قد سرقه من ذات الطفل وذات الكلب وذات الراعي وذات الأغنام وذات الريح وود أبرق واليمامات، والموج والرهو، والسيسبانات، وضرطة الطفل وذات الراعي والشخير، اتسعت عينا الطفل دهشة، وهز الكلب ذيله القصير، أخرج والدك من بين ملابسه الملقاة على رمل الشاطئ زجاجة صغيرة بها خمر، حاول ألا يشرب منها شيئا، حاول ألا يعيدها، حاول أن لا يلقيها في النهر، صب كأسا ابتلعها في جرعة واحدة، خلع والدك ملابسه الداخلية، فكر لحظة في مليكة أمك، فكر فيك، أشعل سيجارة أطفأها، رمى بنفسه في النهر، سبح بعيدا عبر النهر نحو الشط الآخر، فطارت أسراب الرهو في بطن السماء المسحبة، اختفت تماما، رقد على رمال الشاطئ الذهبية الباردة، تذكر جعفرا، جعفر مختار، بنى بيتا صغيرا من الرمل، نظر إلى جعفر في الشط الآخر والذي كان يغني وهو يصطاد الأسماك الصغيرة اللامعة بكف ويعيدها بالأخرى إلى الماء مبتهجا كطفل في روضة، يغني والدك، يعلو صوت جعفر بنفس الأغنية التي يغنيها أبوك بشطه، لبس جعفر ملابسه، هرب طفل الراعي الصغير وكلبه إلى أجمة من أشجار السيسبان المتشابكة فاقدا الأمل في السميكات الصغيرة التي كان جعفر يصطادها ويعيدها لمائها مرة أخرى.
ذهب جعفر بعيدا، مخلفا وراءه في ماء النهر عجينة خراء سوداء كبيرة تدور مع الدوامة، تقرضها أسماك البلطي وهي تتجه شمالا، شمالا في خيلاء ، لقد فهمت فلسفة والدك وهو يحاول أن يفهمك، إنك تافه لأنك أغضبته عندما صفعت أختك منى في وجهها؛ لأنها تأخرت خارج المنزل لوقت متأخر من الليل، وعندما سألتها أجابتك: عليك بنفسك فحسب!
قال لك: لا أحد يسوى شيئا ولا أنت ولا خطايا منى، تقواك أنت أيضا لا تسوى شيئا، ولا كلمة جعفر، كان يتحدث كالهامس رغم أن صوته كان ملء الغرفة كلها، انظر. هذا الكون الشاسع الممتد.
انظر لضآلة درب التبانة مقارنة به.
انظر لضآلة المجرة الشمسية مقارنة بدرب التبانة.
ضآلة الأرض مقارنة بضآلة مجرتك.
ضآلة قارتك مقارنة بضآلة أرضك.
صفحه نامشخص