همسر زن سربی و دختر زیبایش
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
ژانرها
لكنك أيضا لم ترحمي ضعفه، فقصصت عليه قصة الجدي وأسد الأبقار الجائع، التي حكتها لك جدتك نياندنق، كان أسد الأبقار العجوز يعاني من جوع مستطير لازمه ثلاثة أيام بلياليها الباردة الطويلة، فكان تعبا ومرهقا ليس لديه أي مقدرة لمطاردة فرائسه، بل هو نفسه قد يصبح فريسة لحيوان جبان، مثل الضبع، إذا علم بأن لا قدرة للأسد العجوز، فدعا الأسد العجوز ربه أن يرزقه مأكلا، أثناء ما هو يجرجر أقدامه بين شجيرات الغابة، إذا به يرى جديا جريحا تحت شجرة، فعندما نظر الأسد إلى الجدي، حاول الجدي أن يهرب، لكنه لم يستطع لأن قائمتيه الخلفيتين مكسورتان، فدعا ربه دعاء سريعا بأن ينقذه من الأسد العجوز الجائع، ثم سألت جدتك: تخيلي ماذا ستكون نهاية القصة؟ ولا تتسرعي في الحكم، متبعة العاطفة.
قلت: لا أعرف كيف تكون النهاية.
قالت لك وهي تبتسم ما أمكن: هذا ليس بامتحان للرب، لكن إما أن يكفر به الأسد إذا تمكن الجدي من الهرب، رغم جرحه وقائمتيه المكسورتين، وإما أن يكفر الجدي إذا تمكن الأسد العجوز من التهامه رغم دعواته الصادقة النابعة من رعب حقيقي ومؤكد، إذا بقدر كفر الأول يكون إيمان الآخر، قال لك محمد الناصر: أرجوك لا تسأليني مرة أخرى، وإلا سأعتبر سؤالك لي عن الحرب ليس سوى دعوى صريحة لمطارحتك الفراش، وهذا يتنافى مع تقليديتك ومحاولتك أن تظلي امرأة خجولة، هل اتفقنا على ذلك؟ فقلت له بإصرار: لا.
قال: فلنعتبر ذلك إعلانا للحرب من جانب واحد، وإعلانا للحب من جانب آخر، فأعدك بأنني لن أكسر بندقيتك، وأرجوك ألا تقتلي حمائمي. لم تهمتي كثيرا بقوله، أو لم يحرك فيك قوله ساكنا، واعتبرت أن ذلك ليس إلا أسلوبا جديدا للهرب ودفن الرأس في الرمال. طلقة جيم ثلاثة طائشة جرحت ماجوك في رأسه وكادت أن ترسله إلى سلفه، في حياتهم الأخرى تحت الأرض، إلا أن أرواحهم المباركة دفعت به مرة أخرى نحو الحياة الدنيا فعاش، لكنه ظل طريح الفراش لشهرين بمستشفى الميدان المتنقل تحت قعقعة الرشاشات، قذائف الهاون، ورعب الصمت الموقوت.
وعندما أرسل إليك طالبا أن تزوريه بالميدان؛ لأنه يريد رؤيتك أنت بالذات قبل أن يموت لم تذهبي، فكنت خائفة من أن تتهمي بالتخابر مع جيش الغابة، وأيضا تخافين الموت، وأشياء أخرى مخبأة فيك مدفونة في عمق سحيق، وما أكثر ما هو مدفون في صدرك الناهد يا مليكة شول مادنق، حسناء الدينكا!
كان دائما ما يحكي لك عن جعفر، وفي الحق أنت لا تعرفين جعفرا جيدا، وما هو جعفر بالنسبة لمحمد الناصر، هل هو صديقه أم هو أخوه، أم هو أبوه، أم ابنه؟ من ابن من؟ من منهما أكبر عمرا؟ لأن لا أحد بإمكانه تقدير عمر جعفر، مجرد تقدير، غير أن جميع الناس يتفقون على أنه ليس طفلا، وليس مراهقا، كما أنه ليس عجوزا هرما، قد بلغ من الكبر عتيا، لكنك كنت متأكدة بما لا يدع مجالا للشك، أن محمدا الناصر زوجك، هو تلميذ وفي لجعفر، ولو أنه قال لك ذات مرة: أنا تلميذه وأيضا أستاذه!
الساعة تشير إلى الواحدة صباحا، ولا أثر لرياك، فما كانت من عاداته أن يتأخر لهذه الساعة من الليل، فكنت قلقة بشأنه، ولو أن محمدا الناصر كان يقول لك: البلد آمن، ولا يوجد آكلو لحوم البشر بالمدينة، وحتى إذا وجدوا فإن ابنك رياك ليس من النوع الذي يؤكل هكذا بسهولة، كقطعة موز مقشرة، فقد يكون في صالة للهو، أو مع أصحابه يغازلون النساء.
فقلت له نافية: أنت لا تعرف رياك جيدا، فإنه في الآونة الأخيرة أصبح أكثر أبناء الحي استقامة، يكفي أنه يؤدي صلواته كلها في الجامع.
قال لك ضاحكا: الآن يبدو أنك أصبحت مسلمة، أليس كذلك؟
فقلت له: ألم تعلماني أنت وجعفر أن أقيس كل فرد بسبيله التي ارتضاها، وأخلاقه التي أسسها لنفسه؟
صفحه نامشخص