فزفرت جهنم لقدومه فلم يبق أحد منا إلا شاب..
وقيل: إن عيسى ﵇ مر بمقبرة، فإذا سام بن نوح، فناداه وقال: عزمت عليك إلا ما قمت بإذن الله تعالى: فقام ولحيته ورأسه بيضاء، فقال عيسى ﵇: مم هذا الشيب، فقال: سمعت النداء فظننت أن القيامة قد قامت، فشابت لحيتي ورأسي، فقال عيسى ﵇: منذ كم أنت ميت؟ فقال: منذ أربعة آلاف سنة، وما ذهبت عني سكرة الموت.
وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود ﵇: يا داود، قل لبني إسرائيل لو لم يكن إلا الموت والحساب والحياة والأعوان الذين يجذبون الروح، ويقطعون الأوصال، ويجذبون الشعر من الحدق، ويكسرون الأعضاء، ويقطعون العروق حتى يسمع للميت صرير أسنانه، لكفى يا داود، مم من لسان فصيح قد بكم عن الكلام والتوحيد. يا داود، قل لبني إسرائيل استعدوا للزاد فإن الدنيا عن قليل تزول.
لا تغتر بالدنيا
وقيل: إن رجلين تخاصما في أرض، فأنطق الله تعالى لبنة في حائط، فقالت: يا هذان، إلى كم تتخاصمان؟ وعزة الله تعالى إنني كنت ملكًا من الملوك ملكت الدنيا ألف سنة، ثم مت وصرت ترابا ألف سنة، فأخذني خزاف فجعل مني إناء فاستعملت حتى انكسرت، ثم صرت ترابًا ألف سنة، ثم أخذني رجل وضرب مني لبنة، وجعلت في هذا الحائط منذ ثلاثمائة سنة. فانصرف الرجلان ولم يتخاصما بعدها.
وقيل: مر عيسى ﵇ بجب فتوضأ منه، وشرب، فإذا هو مُر، فسأل الله تعالى أن يكلمه الجب، فقال: يا روح الله، ما تريد مني؟ فقال: حدثني ما هذه المرارة التي فيك؟ فقال: يا روح الله، إنني كنت إنسانًا، فلما قبضت
1 / 58