ودخلت في غير اختيار تحته ... فالعبد محكوم عليه وإن عدى
فأقبل بفضلك توبتي لك مخلصا ... فارحم فإني قد بسطت لك اليدا
وحكي عن بعض الصالحين أنه كان يقول في مناجاته: إلهي، كيف أفرح وقد عصيتك؟ وكيف أحزن وقد عرفتك؟ وكيف أدعوك وأنا خاطئ، وكيفا لا أدعوك وأنت كريم؟ وقيل في المعنى شعر:
ذنوبي وإن فكرت فيها عظيمة ... ورحمة ربي من ذنوبي أوسع
وما طمعي في صالح قد عملته ... ولكنني في رحمة الله أطمع
وقال آخر:
إلهي أنت ذو فضل ومنّ ... وإني ذو الخطايا فاعف عني
فظني فيك يا ربي جميل ... فحقق يا إلهي فيك ظني
يظن الناس بي خيرا وإني ... أشر الناس إن لم تعف عني
وقيل: أذنب عبد لعبد العزيز بن عمر ﵄ ذنبًا، فأوقفه بين يديه وأمر بضربه، فقال له: يا مولاي، أما بينك وبين الله تعالى ذنب فأمهلك فيه، فقال: وأي ذنب ما أمهلني، فقال: بالذي أمهلك إلا ما أمهلتني. فعفا عنه وتركه.
تم أذنب ثانيًا، فأوقفه بين يديه وأمر بضربه، فقال: مولاي، أما عصيت الله تعالى ثانيًا فأمهلك، قال: بلى، فقال: يا مولاي، بالذي أمهلك إلا ما أمهلتني، فعفا عنه وتركه.
ثم أذنب ثالثًا، فأوقفه بين يديه وأمر بضربه، فًاطرق برأسه إلى الأرض ولم يتكلم، فقال له سيده: ما بالك لا تقول القول الذي كنت تقوله في كل مرة،
1 / 38