ظاهرة مد و جزر بحار
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
ژانرها
وذكر أن من جزائره جزيرة الطورشان قال: وهي جزيرة خصبة ذات أشجار وأثمار وأعين وأنهار وبها قوم أبدانهم أبدان الآدميين ورءوسهم رءوس الكلاب والسباع، وبها نهر شديد البياض وعلى شطه شجرة عظيمة تظل خمسمائة رجل، فيها من كل ثمرة طيبة مشرقة بأنواع الألوان، وكل ثمرها أحلى من الشهد والعسل، وطعم كل ثمرة لا تشبه الأخرى، وتلك الثمار ألين من الزبد وأزكى من رائحة المسك، وورقها كحلل الحرير والديباج، وهذه الشجرة تسير بسير الشمس وترتفع من الغداة إلى الزوال وتنحط من الزوال إلى الغروب حتى تغيب بغيبوبة الشفق.
وذكر منها جزيرة العباد. قال: وهي جزيرة عظيمة دخلها ذو القرنين فوجد بها قوما قد أنحلتهم العبادة حتى صاروا كالحمم السود، فسلم عليهم فردوا عليه السلام، فقال: ما عيشكم يا قوم؟ فقالوا: ما رزقنا من الأموال وأنواع النبات ونشرب من هذه المياه. فقال: ألا أنقلكم إلى عيشة أطيب مما أنتم فيه وأخصب؟ فقالوا: ما نصنع به إن عندنا في جزيرتنا ما نغتني به عن جميع العالم، ويكفيهم لو وصلوا إليه؛ فانطلقوا به إلى واد لا نهاية لطوله وعرضه وهو يتوقد من ألوان الدر واليواقيت والزبرجد والبلخش والأحجار التي لم تر في الدنيا مثلها، والجواهر التي لا تقوم. ثم انطلقوا من شفير
124
ذلك الوادي فأتوا به إلى مستو واسع من الأرض لا تنتهيه الأبصار به أصناف الأشجار وأنواع النخل والأزهار وجناس الأطيار وأفياء وظلال
125
ونسيم ذو نزه ورياض وجنات وغياض، فلما رأى ذو القرنين ذلك استصغر أمر الوادي وما به من الجواهر، عند ذلك المنظر البهي، ثم قالوا له: هل في ملك ملك في الدنيا بعض بعض ذلك؟ فقال: لا، قالوا: فهذا كله بين أيدينا ولا نكلف أنفسنا إلى شيء من ذلك، ونقنع بما نقوى به على عبادة الخالق، فسر عنا ودعنا بحالنا أرشدنا الله وإياك. فودعوه وفارقوه وقالوا له: دونك والوادي، فأبى أن يحمل منه شئيا.
وذكر منها جزيرة الحكماء. قال: وهي جزيرة عامرة وصل إليها الإسكندر فرأى بها قوما لباسهم ورق الشجر وبيوتهم كهوف في الصخور، فسألهم مسائل في الحكمة فأجابوا؛ فقال: سلوا حوائجكم فقالوا نسألك الخلد في الدنيا، فقال وأنى به لنفسي، قالوا: فصحة الأبدان؟ قال: وهذا لا أقدر عليه، قالوا: فمعرفة ما بقي من أعمارنا، فقال لا أعرف ذلك لروحي، فقالوا دعنا نطلب ذلك ممن يقدر على ذلك، وجعلوا ينظرون إلى كثرة جيوشه وبينهم شيخ صعلوك لا يرفع رأسه، فقال له الإسكندر: ما لك لا تنظر إلى ما ينظرون إليه؟ قال: ما أعجبني الملك الذي رأيته قبلك حتى أنظر إليك وإلى ملكك، قال: وما ذاك؟ قال: كان عندنا ملك وصعلوك ماتا في يوم واحد، فغبت عنهم مدة ثم جئت فما عرفت الملك من الصعلوك. فتركهم الإسكندر وانصرف.
وذكر أن في هذا البحر سمكة تسمى الدلفين لها رأس مربع لا تفتحه، يقولون إذا أكل الأجذم من لحمها مطبوخا برئ، وذكر أن فيه سمكة وجهها كوجه الإنسان وبدنها كبدن السمك تظهر على وجهه
126
شهرا وتغيب شهرا.
صفحه نامشخص