ظاهرة مد و جزر بحار
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
ژانرها
والشمس
7
أعظمها جميعا قدرا، وحركتها في السرعة قريبة من حركة زحل، وبعدها منه، على قدر عظمها وسرعتها، أقرب، وهي أشد المتحركة على الوسط تأثيرا في الجرم الأوسط.
فأما القمر فلشدة قربه من الأرض وائتلاف نسبته إلى نسبة كرة الماء والأرض، كما أوضحنا في أقاويلنا التأليفية، فإن نسبة موضع كرة القمر من العدد إلى كرة الماء والأرض [واحدة]، إلا أن فعله في الماء أظهر لسيلانه وانقياده للحركة، فأما في الأرض، فإنه وإن كان بينا جدا فيما يظهر من نمو الناشئات منها في الحرث والنسل، عند تفقد ذلك، فإن فعله في الماء أبين كثيرا.
فأما أفعال الشمس فإنها في الهواء والنار أوضح؛ لأن كرة الشمس من كرة النار في نسبة التضاعف لا تتبين. فأما القمر من كرتهما [فنسبته] هي نسبة الزائد جزءا لثلاثين.
فالشمس أشد ائتلافا بكرتيهما من القمر كثيرا، وأفعال القمر في الجرم الأوسط، مع ما يلحقه من فعل الشمس، أزيد؛ فإنه يفعل أفعاله زمان غيبة الشمس، وظهور بدؤه على الجرم الأوسط.
ولذلك ما قال كثير من الحكماء، الذين وصفوا تأثيرات الأشخاص العالية في الجرم الأوسط: إن القمر متصل بالماء والأرض، مشاكل لهما، دال على أحوالهما والكائنة الفاسدة التي في الماء والأرض.
ولذلك أيضا ما قال بعضهم: إن القمر مائي، عند حاجته إلى الدلائل على كون الأمطار . وقال بعضهم: أرضي، عند حاجته إلى الدلائل على كون الحرث والنسل الكائن على الأرض وبالأرض ومن الأرض، إذا كانت أقوالهم في ذلك خبرية مجملة.
فتبين إذن أن حركة القمر الدليل الأول على زيادة الجرم الأوسط السائل ونقصانه، لحركته ومسامتته العلو. وقد يعرض لذلك عارض من المكان، وذلك أنا نجد الأشياء المستحيلة لنتونيته تحمى حما شديدا، ويحمى ما لاقت من ماء وهواء. وقد يحس ذلك حسا في الآبار والبلاليع.
فإن الماء إذا قدم فيها أماع التربة إلى حمئة ولطف أجزاءها، وشدد تلزيجها. فإذا بطنت الحرارة في الأرض، عند ظهور البرد على وجه الأرض، باقتسام الكيفيات على المواضع المتضادة بالوضع، حدث فيها استغراء واستحالة إلى العلكية والدهنية.
صفحه نامشخص