103

الزاهر في معاني كلمات الناس

الزاهر في معاني كلمات الناس

پژوهشگر

د. حاتم صالح الضامن

ناشر

مؤسسة الرسالة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٢ هـ -١٩٩٢

محل انتشار

بيروت

٦٣ - وقولهم: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ
(١) (٢٠٠)
قال أبو بكر: [لبيك] معناه: إجابني إيّاك. ومعنى سعديك: أسعدك الله إسعادًا بعد إسعاد.
وقال الفراء (٢): لا واحد للبيك وسعديك على صحة. ومن ذلك [قولهم]: حنانَيْكَ، معناه: رحمك الله رحمةً بعدَ رحمةٍ. ومنهم مَنْ يقول: حنانَك، فلا يُثني. قال الشاعر (٣):
(أبا منذرٍ أَفْنَيْت فاستبق بعضَنا ... حنانَيْكَ بعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ)
[ويقال: سعديك مأخوذ من المساعدة، ومعناه قريب من معنى لبيك] (٤) .
وقال الآخر (٥) في التوحيد:
(ويَمْنَحُها بنو شَمَجَى بنِ جَرْمٍ ... مَعِيزَهُمُ حنانَكَ ذا الحنانِ)
ومن ذلك قول الله ﷿: ﴿وحنانًا من لَدُنّا وزكاةً﴾ (٦)، معناه: وفعلنا ذلك رحمة لأبويه، وتزكيةً له.
وقال ابن عباس (٧): كل القرآن أعلمه، إلا أربعة أحرف لا أدري ما هي: الحنان (٨) والأواه (٩) والرقيم (١٠) والغِسْلين (١١) . وفسّر أهل اللغة، وجماعة من أهل التفسير الأربعة الأحرف، فقالوا: (٢٠١)

(١) الفاخر ٤، الاتباع ٥٤، تهذيب اللغة: ٢ / ٧.
(٢) اللسان (سعد) .
(٣) طرفة، ديوانه ١٧٢. وينظر رأي الخليل في حنانيك في الكتاب ١ / ١٧٤.
(٤) من ك، ق، ف.
(٥) امرؤ القيس، ديوانه ١٤٣.
(٦) مريم ١٣.
(٧) غريب الحديث ٤ / ٤٠١ والقرطبي ١٠ / ٣٥٦.
(٨) مريم ١٣.
(٩) التوبة ١١٤، هود ٧٥.
(١٠) الكهف ٩.
(١١) الحاقة ٣٦.

1 / 103