ثمة تقليد في مختلف أجزاء العهد القديم، اعتبره الكثيرون أساسا لإقامة اليوتوبيا؛ هو عام اليوبيل الموصوف في سفر اللاويين، الإصحاح 25، وسفر نحميا، الإصحاح 10 الآية 31، وسفر الخروج، الإصحاح 3 الآيات 10-12، وعلى نحو أكثر راديكالية في سفر التثنية، الإصحاح 15 الآيات 1-18. والمبدأ الأساسي هو أنه كل سبعة أعوام تراح الأرض. ويقدم سفر التثنية المزيد من التفاصيل بذكره أنه في كل عام سابع يجب العفو عن الديون كافة، عدا الديون إلى أجانب. وتؤكد كل الفقرات على مساعدة الفقراء والأمانة في المعاملات التجارية. وقد استمدت حركة «يوبيل 2000» التي تدعو لإسقاط ديون العالم الثالث اسمها من هذا التقليد.
شكل 5-1: لوحة «مملكة السلام على الأرض» (1834) لإدوارد هيكس (1780-1849) التي تعد واحدة من إحدى وستين نسخة عن الموضوع. رسمها هيكس بناء على سفر إشعياء (الإصحاح 11، الآيات 6-8).
وعلى مستوى أكثر تعميما، يقول النبي إشعياء إنه في المستقبل لن تكون هناك حروب أخرى:
فيقضي بين الأمم وينصف لشعوب كثيرين، فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل. لا ترفع أمة على أمة سيفا، ولا يتعلمون الحرب فيما بعد.
الإصحاح 2، الآية 4
كما قدمت الكتابات اليهودية غير المشمولة في الإنجيل المسيحي صورا لمستقبل أفضل؛ فقد ورد في سفر اليوبيلات (153-105 قبل الميلاد):
يتمون حياتهم في السلام والفرح. ولن يكون شيطان أو مدمر شرير، بل تكون كل أيامهم أيام بركة وشفاء.
وقد ورد في «نبوءات سيبيل» ما يلي:
ستخرج الأرض الأم إلى الفانين أشهى ثمارها في صورة ذرة وخمر وزيت لا يحصى. ومن السماء سينزل تيار من عسل مصفى، وستعتلي الأشجار ثمارها، وستملأ الأرض قطعان الماشية والغنم وجديان الماعز. ستتفجر ينابيع اللبن الأبيض الحلو، وستحفل المدن بأطيب الأشياء، وستطيب الحقول بثمارها، ولن تندلع حرب أو يحدث اضطراب، ولن تعاني الأرض أنات المعذبين، ولن تندلع حرب على الأرض، ولن تكون هناك مجاعة أو قحط، ولن تنال من المحاصيل ريح أو زوبعة، بل سيسود السلام في شتى بقاع الأرض، وسيعم الإخاء بين الملوك حتى نهاية العصر، وسيطبق قانون موحد على الجميع من مختلف بقاع الأرض، في جنة الفردوس، يقتص من كافة الأشياء التي أقدم عليها الفانون البائسون.
لفت قراء العهد القديم اللاحقون الانتباه إلى كل من الرسائل الإيجابية التي قدمها الأنبياء، والتأكيد على القوانين المصممة لتشجيع الناس على أن يعيشوا الحياة التي أرادها الرب لهم. وكتب كثيرون يوتوبيات بناء على تلك القوانين التي كان هدفها تحقيق الغرض نفسه، وكثيرا ما عكست المناهج النبوية وأكدت على العواقب التي ستنزل جراء عدم الامتثال لتلك القوانين. (1-3) العهد الجديد
صفحه نامشخص