كاسكا :
أنطانيوس بلا نزاع.
بروتاس :
صف لنا ما كان من أمر ذلك، وبأي أسلوب جرى يا كاسكا؟
كاسكا :
القتل أهون علي من محاولتي وصف ذلك الأسلوب، لقد كان الحمق والسخف بعينه، لم أدقق النظر ولكنى رأيت مارك أنطانيوس يقدم تاجا، على أنه ليس بتاج ولكن إحدى هذه التويجات، فنحاه قيصر جانبا كما أخبرتكما، ولكنه كان يود فيما أظن أن يناله ثم قدمه إليه ثانية، فنحاه ثانية، ولكنه كان يشتهي فيما أظن أن يتناوله بأصابعه، ثم قدمه الثالثة فرفضه الثالثة، وجعل الطغام يصيحون عند رفضه، ويصفقون بأكفهم المشققة، ويقذفون بقلانسهم المبتلة بالعرق، وتوالت بالصياح أنفاسهم النتنة الخبيثة «لرفض قيصر التاج» حتى كادت تخمد أنفاسه، فلقد خر مغشيا عليه من نتن أنفاسهم، ولم أجرأ على الضحك مع غلبته علي؛ مخافة أن أفتح فمي فتنسرب فيه الريح الخبيثة.
كاسياس :
على رسلك وخبرني، هل أغمي على قيصر؟
كاسكا :
لقد خر مغشيا عليه في السوق، وطفق يرغي ويزبد وقد احتبس منطقه.
صفحه نامشخص