إن الحضارة الباقية
هي الحضارة الزراعية كرة أخرى
ولا بد أن يضحك الشرقيون والغربيون راضين أو ساخرين، فقد لبثوا مائة سنة يسمعون أن الحضارات جميعا صائرة على الصناعة والتصنيع، ويعلمون أنه رأي العلم وأنها نبوءة الواقع الملموس باليدين.
وبقي اليوم بعد قول الخيام وقول تاجور بيت واحد يقوله أبو العلاء:
تقفون والفلك المحرك دائر
وتقدرون فتضحك الأقدار
من الشمال إلى اليمين1
يوميات وسنويات
قرأت في يوميات الأستاذ مصطفى أمين أن الثورة الروسية تتمخض عن ثورة أخرى في داخلها مناقضة لها في وجهتها، وأنه قرأ مقالات الصحفية العالمية مرجريت هيجنز، فاستوقفه منها أن البلاد الروسية «على أبواب تطور ضخم، وأن مالنكوف بدأ يسمح للأبناء بأن يرثوا الآباء، وأن إعلانات ضخمة في شوارع موسكو الآن تقول: ابن بيتا لك، ليملكه أولادك من بعدك. ثم هناك إعلانات ضخمة تشجع العمال على التأمين على حياتهم لمصلحة أولادهم.»
ومضى الأستاذ مصطفى في تعقيبه على مقالات الصحفية العالمية فقال: إن النظام الشيوعي «كان يسهل الطلاق، وفجأة بدأت حملة في صحف روسيا ضد الطلاق؛ تمهيدا لتقييد هذه الإباحة التي كانت تجعل الطلاق مسألة سهلة كشراء تذكرة دخول السينما.»
صفحه نامشخص