جرى ذكر الهيئات الدولية والأصوات المعدودة فيها فقال ستالين: «افرضوا أن الصين على اعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن طلبت إعادة هونج كونج، أو أن مصر طلبت إعادة قناة السويس، فإنهما لا تنفردان، وربما كان لهما أصدقاء أو حماة في جمعية الأمم أو في مجلس الأمن.
فقال شرشل: على حسب ما أفهم لا يمكن أن تستخدم قوى الهيئة العالمية ضد بريطانيا إن لم تكن مقتنعة ورفضت الموافقة.
وسأل ستالين: أهذا صحيح؟ فأكدت له أنه صحيح.
وقال مستر إيدن موضحا: إنه في هذه الحالة يحق للصين أو لمصر أن تشكو، ولكنه لا يمكن أن يتخذ قرار يتضمن استخدام القوة بغير مراجعة حكومة جلالة الملك، وأكد مستر ستيتنكس أن العقوبات لا تفرض إلا بإجماع الأعضاء الدائمين، وإن كان من الجائز تزكية المقترحات التي تقدم للتسوية السلمية.
قال ستالين: إنه يخشى أن تؤدي المناقشات حول هونج كونج وقناة السويس إلى تمزيق الوحدة بين الدول الكبرى الثلاث .
فأجبته بأنني أقدر الخطر، ولكن الهيئة العالمية لا تعطل بحال من الأحوال على الاتصال الدبلوماسي بين الدول الكبار أو الصغار، وأن الهيئة العالمية منفصلة على حدة ولأعضائها أن يستمروا في بحث مسائلهم بينهم، ومن الحماقة أن تثار داخل الهيئة العالمية مسائل تمزق الوحدة بين الدول الكبرى.
قال ستالين: إن زملائي في موسكو لا يستطيعون أن ينسوا ما حدث في شهر ديسمبر سنة 1939 خلال الحرب الروسية الفنلاندية، حين استخدم الإنجليز والفرنسيون عصبة الأمم ضدنا، ونجحوا في عزل الاتحاد السوفييتي وإخراجه من العصبة، ثم راحوا يؤلبون الأمم علينا، وتحدثوا في إعلان الجهاد على روسيا، أفلا نستطيع أن نحصل على بعض الضمانات التي تحول دون تكرار هذا مرة أخرى؟
قال مستر إيدن: إن الاقتراح الأمريكي يجعله من المستحيل.
فسأل ستالين: أليس من الممكن إضافة موانع أخرى؟
فقلت: إن هناك تدبيرات متخذة عن الإجماع بين الدول الكبرى.
صفحه نامشخص