7
أما
مصطفى الحسيني
فالتحق على ما أظن بمنظمة «طليعة العمال» أو «
د. ش » (ديمقراطية شعبية) التي تحولت بعد ذلك إلى «
ع . ف »؛ أي العمال والفلاحين. ولم يلبث أن انضم إلى
حدتو .
8
وأهملت دراستي منكبا على النشاط السري من اجتماعات وتوزيع منشورات تطالب بجبهة لإسقاط «الدكتاتورية العسكرية». وذات يوم عثر أبي على بعض هذه المنشورات في مخبأ صنعته في مكتبي وأراد التخلص منها، فتجرأت عليه لأول مرة في حياتي؛ إذ هددته بالقتل إن فعل.
ومع ذلك كان هناك تغير واضح في سلوكي إزاء أختي وأبي وأقاربي والناس عموما. حقا إن انضمامي للنشاط السري كان امتدادا لقصص المغامرات التي شغفت بها، وتأكيدا للذات في مواجهة الكبار والأغنياء. لكني كنت أنا وغيري في حالة تربية ثقافية مستمرة انعكست على سلوكنا وأخلاقياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية. آمنا أن الشيوعي يجب أن يكون قدوة لغيره في السلوك والخلق وأن يحقق اتساقا بين حربه ضد الاستغلال وحديثه عن العدالة الاجتماعية وبين حياته الخاصة. وبدت قيم الأمانة والصدق والإخلاص والوفاء والتضحية والزهد والتعالي على المظهرية واحترام المرأة والبعد عن الغرور متسقة مع التعاليم الدينية والمفاهيم الإنسانية. •••
صفحه نامشخص