وفي المساء عاتبني ابني فواز قائلا: في سنك يعفى الإنسان من أمثال هذه الواجبات.
أما هناء فقالت: اشتريت اليوم كتابا لا يقدر بثمن، هو «كيف تصلح أجهزتك المنزلية؟» فلعله يحررنا من السباك والكهربائي.
وعند ذاك تساءل علوان: ألا يوجد كتاب يحررنا من الحكام؟
فقال فواز: لا حديث للناس إلا اعتقال الذين اعتقلوا.
فعاد علوان يقول بعصبية: أستاذتي علياء في السجن، وصديقي محمود المحروقي أيضا!
فقلت ملاطفا: ثمة وعد بمحاكمة سريعة حتى لا يضار بريء. - أما زلت تصدق الأكاذيب يا جدي؟
ما أنقذه من القضبان إلا حيرته والويل للمنتمين.
ولما خلا لنا المكان قلت له: آمل أن تتغلب على أزمتك بما أعهده فيك من شجاعة.
فقال ساخرا: المصائب تقل حدتها بالتكاثر، فتتكسر النصال على النصال.
وأغلق التليفزيون، ورجع إلى مجلسه إلى جانبي وهو يقول: جدي، لا أحب أن أخفي عنك سرا.
صفحه نامشخص