4
ذات يوم ذهبوا إلى السوق، واشترت له النسوة بدلة تحمل تقنية «النانو» الخفية ، حين لبسها اختفى عن الأنظار. في البدء بلغت به الفرحة والدهشة مبلغا كبيرا! فدخل متجرا ليتأكد من تخفيه، ثم عاد يقبل حورياته دون أن يرينه، وهن يضحكن من تصرفه الطفولي. لكن تلك الفرحة الغامرة عنده تلاشت، فهي لن تفيد في شيء، كما لو أنها وجدت في زمانه! في هذه الليلة جلست النسوة يشاهدن فيلما من ذاكرة مروان. يظهر فيه مروان وهو يشاهده عبر القنوات الفضائية من حرب مرعبة في العراق، ثم شاهدن حرب أكتوبر مع إسرائيل.
بكت النسوة من تلك المجازر بحق الإنسانية. أما بروسي فقال: «قد تكون حربا بين آليين، من غير المعقول أن تكون بين البشر.» ضحك مروان حين سمع حديث بروسي، وهو يصف البشر بأنهم آليون! أوقفوا عرض فيلم ذكرياته، وباشرت فرضانا تسأله عن إسرائيل وأين تقع؟ وجد مروان نفسه لم يعد يكره اليهود. قال: «هم بنو عمومتنا، يؤمنون بدين النبي موسى، ورفضوا تصديق نبينا محمد. حاربناهم في فجر الإسلام، وطردناهم من الحجاز، واضطهدناهم نحن والمسيحيون والفراعنة، ومع مرور الزمن علوا علينا، واحتلوا فلسطين، وشردوا الكثير من أهلها.» تلك المناظر الهمجية التي شاهدتها النسوة قضت على الرغبة في اللقاء الروحي، فذهب الجميع إلى النوم، وناموا معا ومروان في وسطهن. أما بروسي فذهب إلى المطبخ، وأخذ ما يشبه البندقية وقلد جنديا، وهو يطلق الرصاص بعنف!
قام مروان في العاشرة صباحا، وقد ذهبت النسوة إلى العمل دون نوم كاف. جلس في الكنبة وهو يشعر أنه بحاجة إلى استمناء، وزوجاته يرفضن معه اللقاء بالطريقة التي كان يمارسها مع زوجته حميدة. أغمض عينية وفكر في حميدة، وحين فتحهما رآها بثوب ليلة عرسها، كما شاهدها في فيلم ذاكرته مع النسوة. ظن أنه يحلم، قام من مكانه فزعا، وسأل بروسي: من هذه الفتاة؟ - زوجتك حميدة. - مش معقول! ماذا تقول؟
سألها: من أنت؟! - أنا زوجتك حميدة، انتقلت إلى عالمك. - إذن أنت انتقلت إلى رحمة الله! هل قصفوا بيتنا؟! هل أولادي بخير؟! كيف عدت إلى شبابك.
مشى في الغرفة يحدث نفسه بصوت عال: «أظنني في الجنة. ما أفكر فيه يتحقق في لحظة، حميدة عادت شابة. يحيون الموتى! مستحيل أن أكون على الأرض!»
سأله بروسي: ما معنى جنة؟ - جني يشلك من قدامي .. أنا ما عا دريتوش، أنا في الجنة، والا في الدنيا، أو في حلم!
اقتربت منه المرأة التي رآها حميدة، وحضنته وقبلته وهو يقبلها، ثم قادته إلى الغرفة وخلعت ثيابها، وقالت: «هيت لك!» أحس مروان أن هناك شيئا مختلفا معها، كانت تتفاعل معه بطريقة شبقة لم يجدها في حميدة، مما أدهشه ذلك. أكمل غرضه، ولم يشعر كمتعة اللقاء الروحي معها، المهم أنه استمنى. قامت الفتاة من تحته تمشي عريانة إلى الحمام. كان يريد أن يسألها .. لكنها اختفت من المنزل. عادت النسوة من العمل، وهو في لهفة ليخبرهن ماذا جرى أثناء غيابهن. كانت مريانا تبتسم؛ فهي تعرف كل شيء، وهي من كانت تحقق له أمنياته، حين تقرأ أفكاره عن بعد.
5
ذات يوم خرج مروان صباحا إلى السوق، شاهد كلبا صغيرا بصحبة طفل. اقترب الكلب منه يشمه، فقال الكلب لمروان: «هه، أنت لست من هذا العالم! هل أتيت من كوكب أورانوس؟ إنك تشبههم في شعر جسمك، إنهم مجرمون.» لم يصدق مروان أذنيه، كيف يستطيع كلب أن يتحدث معه؟! ثم إنهم قالوا له: إنه لا يوجد حيوانات في هذا العصر! صمت مروان ولم يتحدث، فهتف الكلب: «هه. أنت ألا تفهم؟ ماذا تفعل هنا؟ سأبلغ عنك مكتب السلوك، ليأخذوك إلى جزيرة الشواذ.» عاد إلى المنزل، وهو يرى أنه فقد عقله، كيف يسمع حيوانا يتحدث ويهدده أيضا؟ أخبر النسوة عن دهشته، فقالت له سيرينا ضاحكة: «إنه «أنيموروبوت»، وهم كثيرون يستخدمون للكشف على بعض الأشياء التي لا يستطيع الرجل البحث فيها، وكذلك لكشف المتسللين من كوكب أورانوس، الذي نشر فيروسا في الماضي للقضاء على خصوبة الذكور؛ ليحلوا محلنا.»
صفحه نامشخص