ذهبوا يتناولون شراب التفاح الممزوج بالعنب حتى ثملوا. قالت مريانا: أظنك يا مروان ترى أن المرأة لا تستطيع أن تسوس مجتمعها كالرجل. وأنت تعرف بأن هناك نساء في عصوركم حكمت بلدانها، فكانت عصورهن أزهى العصور. ثم فكروا بمشاهدة متحف التراث الروحي لإقليم أوروبا، قبل عبادة الرب الواحد. وقفت فرضانا وهي تشعر بنشوة الشراب، وقالت: دعنا نصير هذا اليوم آلهة. أنا «أبولو» إله الفنون.
وقفت سيرينا وهي ترفع كأسها عاليا، وقالت: وأنا «أرتميس» إلهة الصيد، حامية صغار الحيوانات والبشر، والقمر.
وقفت ريحانة ورفعت يدها للأعلى، وهي تترنح، وقالت: وأنا الإله «آريس» إله الحرب والانتقام، أخو أثينا البطل.
هتفت فرح واحتضنت مروان، وقالت: أنا «أفروديت» إلهة الحب والجمال.
ووقفت ناريس ورفعت يديها، وقالت: أنا «بوسيدون» إله البحار، أخو هيدز وزيوس.
جرعت مريانا من كأسها، وقالت: وأنا «ديونيسيوس» إله الخمر. وراحت تملأ كئوسهم بالشراب، حتى وصلت إلى مروان، قالت له: وأنت «أيروس
Eros » إله الحب والرغبة والجنس. ما رأيك بهذا الاختيار يا شريكنا؟ ثم نادت بروسي، وقالت له: وأنت يا بروسي ستكون الإله «هيدز». تساءل: ما معنى «هيدز»؟ - كان إله العالم السفلي عند الإغريق. - لا أريد أن أكون إله الموت. - إذن فلتكن «هيرميس» إله اللصوص والتجارة والسفر، تنازل عن منصبه للإله «ديونيسيوس». بقيت معنا «هيرا» إلهة الزواج، وهي زوجة «زيوس». من سيقوم بدورها؟ آه، سنستدعي قاضي المدينة، فهو إله الزواج فعلا.
ضحك مروان وهو يترنح، ثم سأل: «لماذا عملوا إلها واحدا خاصا باللصوص والتجار. هل هناك قرابة بينهم؟ وكيف تتنازل الآلهة عن عرشها، وأنا جئت من عالم لا يتنازل فيه حتى المدير عن منصبه! ثم كيف كانت تلك الآلهة لا تتصارع فيما بينها على السيادة. كبعض الشيوخ في بلادنا؟» قالت مريانا: هناك آلهة أخرى أيضا كانت عند الإغريق، كل زمن له آلهته. كانت هناك رياح عقائدية تنتقل من مكان إلى مكان، وتأخذ طابعا آخر. هندو- أوروبية، هندو- عربية، حتى وصلوا إلى توحيد الآلهة إلى إله واحد.
تناول مروان آخر كأس من الشراب، وقال: «لو وجد مثل هذا الشراب في حياتي السابقة، يثمل ولا يذهب بالعقل؛ لكنت جعلته شرابي المفضل قبل الصلاة؛ حتى أكون خاشعا عند أدائها.» ثم ضحك، وقال: «ما أكثر عدد الآلهة التي كانت عند الإغريق!» اقتربت فرح من مروان وقبلته، ثم قالت: هناك أيضا آلهة أخرى بدائية مثل الإلهة «كاوس». كانت الربة الأولية التي أتت منها بقية الأرباب الأولية. وكانت «جايا» العظيمة هي الأم الكبرى، والربة التي تجسد الأرض هي أم الكون. هكذا كان البشر يرون آلهتها حسب ثقافتهم.
كانت هناك عاصفة ماطرة، ذهب مروان إلى النافذة ليشاهد المطر. عاد يقول إن أحد المسعفين الطيارة اصطدم بأحد الأبراج، فالتقطه مسعف آخر وأسعفه. في هذا اليوم كذب مروان أول مرة.
صفحه نامشخص