والطبيعة هي ما تسمى الخليقة، لأن الطبيعة نشأت عن قوانين سبق إعدادها من قبل. والطبيعة حادثة مؤقتة منذ خلقها ووجودها، وكلها تخضع لإرادة الله:
وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ، والقوانين الطبيعية هي بعض ما يدعى «الملائكة» وهي المبادئ التنفيذية لهذا العالم، والسلطات التنفيذة التي بواسطتها تتحقق المشيئة السببية.
وامتثال أوامر الطبيعة هو امتثال وخضوع للمشيئة التي تسبب القوانين، وهو ما يدعى الدين، أو الإسلام، أي الخضوع والامتثال لله.
وهذا الخضوع والامتثال هو المبدأ العالمي الحق. وبهذا وحده توجد الخلقية، ويبرر الوجود، وخالق الكون، ومالك المشيئة السببية هو ما يدعى الله؛ فهو الذي خلق المشروعات ودبر الخطط وأثر فيها، وتسبيحها هو خضوعها للقوانين التي بثها الله فيها.
وكان رسول الله يقبل المولود الجديد، ويقول «إنه حديث عهد بربه.»
ولما هاجر إلى المدينة على ناقته أراد بعضهم على أبواب المدينة أن يبرك الناقة عنده، فقال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم «دعوها فإنها مأمورة» وفي القرآن الكريم:
وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون .
والله يستطيع أن ينفذ القوانين الطبيعية، وأن يقف عملها:
قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، وهو بصفته الخالق لا حدود لقوته وهو ليس بحادث أو مخلوق، ولما كانت أفكارنا المقصورة على الماديات والمحسوسات لا يمكن أن تتطور إلا على أساس من التجارب الطبيعية والمظاهر الطبيعية؛ فليس في استطاعتنا أن نحيط بمعرفة الله وإدراكه تمام الإدراك، وإنه من الغباء قطعا إثارة مناقشة حول الله نفسه، وإنما نحن نعرف فقط شيئا عن مشيئته وإرادته ووجوده، نعرف ذلك كله عن طريق القوانين الطبيعية، وكلما ازدادت معرفتنا بالقوانين الطبيعية ازددنا معرفة بمشيئته وإرادته أي بالله نفسه.
صفحه نامشخص