صلى الله عليه وسلم
في مرضه الذي مات فيه أن يعين من يلي الأمر من بعده، ففي الصحيحين أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لما احتضر قال: «هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده» وكان في البيت رجال منهم عمر بن الخطاب، فقال عمر: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله؛ فاختلف القوم واختصموا؛ فمنهم من يقول قربوا إليه يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول: القول ما قاله عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عنده - عليه السلام - قال لهم: «قوموا» فقاموا.
وترك الأمر مفتوحا لمن شاء جعل المسلمين طوال عمرهم يختلفون على الخلافة حتى إلى عصرنا هذا بين السعوديين والهاشميين. وقد ظل الإسلام قويا متينا مدة عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فلما مات بدأت معاول الهدم؛ فالعرب مع مزاياها المتعددة تتصف بعيوب أهمها؛ عدم الطاعة: وهو دور تاريخي، يكاد يكون طبيعيا، فكل عربي يرى لنفسه حق السيادة وعدم الخضوع. وقد كانوا يخضعون لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ؛ لاعتقادهم بالسلطة الإلهية، فلما مات لم يذعنوا لمن أتى بعده، كما كانوا يذعنون للرسول من قبل. •••
صفحه نامشخص