إنني لن أقيم طويلا في هذا المكان؛ لأنني في كل ليلة بين اليقظة واليقظة أشعر بأقدام بطيئة تدوس على الجسد بخطوات متناسقة، وعندما أصغي جيدا أسمع قطرات المطر تتساقط على جسدي.
اذهبوا إلى يسوع وقولوا له: يوحنا الكدورني الذي تمتلئ نفسه من الأشباح ثم يفرغها ثانية، يصلي من أجلك، في حين أن حفار القبور يقف قريبا منه، والسياف يمد يده لقبض أجرته.
يوسف الذي من الرامة
المطالب الأولية ليسوع
تودون أن تعرفوا المطلب الأول ليسوع، وها أنا بفرح أخبركم، ولكن ما من رجل يستطيع أن يلامس بأصابعه حياة الكرمة المباركة، أو ينظر بعينيه العصارة المقدسة التي تغذي أغصانها.
ومع أنني تذوقت عنب هذه الكرمة، وشربت الخمرة الجديدة من المعصرة، فأنا عاجز عن أن أخبركم بكل شيء.
ولكنني أقدر أن أحدثكم بما أعرفه عنه: إن معلمنا وحبيبنا لم يعش سوى ثلاثة فصول من فصول الأنبياء، وأنا أعني ربيع إنشاده، وصيف وجده، وخريف آلامه، وكل فصل من هذه الفصول كان عبارة عن ألف سنة.
فربيع إنشاده قضاه مترنما في الجليل، فهنالك كان يجمع محبيه حواليه، وعلى شواطئ البحيرة الخضراء تكلم أولا عن الأب، وعن العتق والحرية.
على بحيرة الجليل خسرنا أنفسنا لنجد طريقنا إلى الأب. أواه، ما أتفه ما خسرنا بالنسبة إلى ما ربحنا!
هنالك ترنم الملائكة في آذاننا وأمرونا أن نهجر الأرض المجدبة لنحظى بفردوس رغبات القلب.
صفحه نامشخص