إن يسوع الجليلي مقيم في قلبي، وهو الإنسان المتسامي على الناس، والشاعر الذي يصنع الشعراء من جميعنا، بل هو الروح التي تقرع على أبواب أرواحنا لنستيقظ وننهض ونخرج لملاقاة الحقيقة العارية الواثقة بنفسها.
كاهن شاب في كفرناحوم
يسوع الساحر
كان ساحرا ملتويا معوجا، وعرافا يضلل البسطاء بسحره وتعزيمه، وكان يشعوذ بكلمات أنبيائنا ومقادس أجدادنا.
وكان يطلب شهوده حتى من الأموات، ويتخذ سلطانه وأعوانه من القبور الصامتة.
وكان يفتش عن نساء أورشليم وبنات المزارع بدهاء العناكب التي تفتش عن الذباب، وكان يصطادهن بفخاخه.
لأن النساء ضعيفات فارغات الرءوس، وهن يتبعن الرجل الذي تطمئن إلى كلماته العذبة أهواؤهن الباقية. ولولا هؤلاء النساء، السقيمات العقول، والمأخوذات بروحه الشريرة، لكان اسمه قد انمحى من ذاكرة الإنسان.
ومن هم الرجال الذين تبعوه؟
كانوا من الطبقة المكدونة والمدوسة بالأقدام، ولم يخطر لهم قط أن يثوروا على أسيادهم وهم على ما كانوا عليه من الجهل والخوف. ولكنه عندما وعدهم بالمراكز العالية في ملكوت سرابه استسلموا لأوهامه كما يستسلم الطين للخزاف.
أولا تعلمون أن العبد لا يرى غير السيادة في أحلامه، والضعيف الخامل لا يرى نفسه إلا أسدا؟
صفحه نامشخص