وقد قال لي إنه لن يرجع إلي.
وفي أحد الأمساء سرت إلى مريم.
وعندما دخلت إلى بيتها كانت جالسة أمام نولها، وهي لا تلمسه لأنها كانت تتأمل السماء البعيدة وراء الناصرة.
فقلت لها: السلام عليك يا مريم.
فمدت يدها إلي وقالت: هلمي فاجلسي إلى جانبي نراقب الشمس وهي تسكب دمها على التلال.
فجلست بجانبها على المقعد، وكنا نتأمل الغروب من خلال النافذة. وبعد هنيهة قالت مريم: إنني لا أدري من يصلب الشمس في هذا المساء.
فقلت لها: قد جئتك أطلب تعزية، إن ابني قد تركني وذهب إلى البحر، وأنا وحدي في البيت في عبر الطريق.
فقالت مريم: إنني أود أن أعزيك، ولكن أنى لي ذلك؟
فقلت: إذا تكلمت عن ابنك فقط فإنني أتعزى.
فتبسمت مريم ووضعت يدها على كتفي وقالت: إنني سأتكلم عنه؛ لأن ما يعزيك إنما يحمل لي منتهى التعزية.
صفحه نامشخص