وهو كذلك مناقض «للخطط الحربية» التي أوصى بها ماركس أتباعه علانية، ولم يتورع أن يزينها لهم في منشوراته على مسمع من الدنيا بأسرها؛ فهو القائل: إن تشويه كل ديمقراطي حسن السمعة واجب مفروض على الدعاة ، وهو الذي سن لهم هذه السنة حين أشاع أن «باكونين» جاسوس للروس والنمسويين، وهو يعلم أنه لطريدة الروس والنمسويين!
ومن عقائدهم التي لا يخفونها أن «الحق» المطلق خرافة ليس لها وجود، وأن ما يسمى حقا إنما هو جملة المصالح التي تنتفع بها الطبقة الغالبة في أمة من الأمم، وأن الكذب العمد على هذا لخدمة «الطبقة» أمر مشروع بل واجب مشكور.
فلا عجب إذن أن يقرفني الأوشاب عبيد المعدة بما يعهدون في أنفسهم وفي عقائدهم من الخلائق والأدناس.
بل عندي أنهم حيوني أكبر تحية في مقدروهم حين رفعوا سعر الرشوة التي أرشاها إلى خمسة آلاف من الجنيهات أجرا مقدورا لبضع مقالات.
نعم هي أكبر التحيات التي يملكونها وهم يعلمون أن سعرهم جميعا وأجور مجهوداتهم جميعا منذ خدموا الشيوعية إلى أن تستغني الشيوعية عن خدمتهم لن يقارب خمس هذه الآلاف.
فلهم على تحيتهم المغصوبة شكر يلائمها.
ولهم فوق ذلك تبرع آخر ينتفعون به في كل لحظة إن وجدوا السبيل إليه.
فإنني لمتبرع لهم بهذه الآلاف الخمسة حيثما وجدوها في مصرف أو بيت أو ثمنا لعقار أو بضاعة أو أسناد تشرى وتباع.
وحيثما وجدوا ذلك المال فليكتبوا إلى صاحب الرسالة بموضعه، ولهم أن أتبع كتابتهم بعد يوم واحد بتحويل صريح يخولهم قبضه حالا مباحا وفاقا لكل شرط يقترحونه من شروط القانون.
وليدعوا لي بالخير إذن كما يدعون للرفقاء أجمعين، فإنني سأعطيهم إن صدقوا ما لم يأخذوه - ولن يأخذوه - من رفيق! •••
صفحه نامشخص