یاقوته غیاصه

ابن حنش d. 719 AH
121

یاقوته غیاصه

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

ژانرها

وأما الأصل الرابع: وهو أن كل ما شاركه في العلة وجب أن يشاركه في الحكم وهو الوجوب، فالذي يدل على ذلك أن من حق كل مشتركين اشتركا في علة حكم أن يشترك في ذلك الحكم، وإلا عاد على أصل تلك العلة بالنقض والإبطال، وهاهنا أصل وفرع وحكم، فالأصل هو الطهور، والفرع هو النظر، والعلة كونه لا يتم الواجب إلا به، والحكم هو الوجوب فإذا كان الفرع وهو النظر قد شارك الأصل وهو الظهور في العلة وهو كونه لا يتم الواجب إلا به وجب أن يشاركه في الحكم وهو الوجوب، وقياس النظر في وجوبه على وجوب الظهور لوجوب الصلاة إنما ذكره على وجه الإستظهار بترادف الأدلة من العقل والشرع، إلا أنه يعتمد عليه في الاستدلال؛ لأن وجوب الظهور والصلاة لا تعلم إلا بعد معرفة الله، وعدله، وحكمته، ونبوة أنبيائه.

وأما الدليل السمعي على وجوب النظر فآيات كثيرة، منها قوله تعالى: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال}...الآية. ووجه الإحتجاج بهذه الآية على وجوب النظر أن الآية وردت مورد الإنكار والوعيد على ترك النظر، وذلك يدل على وجوبه، وقوله تعالى: {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض} وقوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لايات لأولي الألباب} وقوله تعالى {وفي الأرض آيات للموقنين} احتجاج وقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن} إنكار وقوله تعالى: {ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة} وتصريف الرياح احتجاج، وقوله تعالى: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه}...الآية حكاية وقوله تعالى {كما بدأكم تعودون، فريقا} احتجاج.

صفحه ۱۲۲