یهود در تاریخ تمدنهای اولیه
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
ژانرها
تلك هي آخر كلمة لصاحب سفر الجامعة، ولا تظن أنه خرج من فيه الكلام النهائي الآتي الذي تسرب في سفره بتحشية صادرة عن تقوى، فجاء مكذبا له بأسره:
اتق الله واحفظ وصاياه، فإن هذا هو الإنسان كله.
وليس ما فرغنا من تحليله أثر تسليم تقي، وليس ذلك صوت تمرد إلحادي ما دام التمرد غرورا، وليس ذلك تجديفا، بل هو أسوأ من ذلك كله؛ وذلك لأنك تجد الشهوة والحياة في الألم الساخط وفي التجديف، فيكون هذا كأمل خفي يرى من مخاطبة من يسمع كلام الغضب.
وسفر الجامعة من أمر الإنكارات التي نطق بها كل ذي شفتين؛ فهو أنشودة قنوط المحكوم عليهم بالهلاك الأبدي، وهو ينفع كتابة قبر للجنس البشري حينما تسجى الأرض الخالية من سكانها الأخيرين تحت كفن من الجليد!
والذي ستر حتى يومنا هذا ما في ذلك السفر الباقي من الواقعية الباردة والطيرة القاتمة، هو ذلك الشعور الديني الذي ما انفك يشوه التوراة منذ ألفي سنة، فإذا ما تخلص المرء من الأباطيل المتأصلة، استمع إلى سفر الجامعة منقبض الصدر بما يفوق الوصف، وأية فلسفة أو أي أمل يقاوم هذا التحليل الهائل؟
والذي يمسك البشرية فوق العدم هو حب الاطلاع، لا سرور الحياة على رأي ذلك الكاتب الكئيب.
جميع الأنهار تجري إلى البحر، والبحر ليس بملآن، لا تشبع العين من النظر ولا تمتلئ الأذن من السماع.
وإذ ليس من الممكن أن يكون هذا الشعور أجوف فارغا غير مثمر، أضاف صاحب سفر الجامعة إلى ذلك قوله:
ما كان فهو الذي سيكون، وما صنع فهو الذي سيصنع، فليس تحت الشمس شيء جديد.
رب أمر يقال عنه: انظر! هذا جديد، فهو قد كان في الدهور التي سلفت قبلنا.
صفحه نامشخص