یهود در تاریخ تمدنهای اولیه
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
ژانرها
وتنحصر أخلاق صاحب سفر الجامعة والنصيحة التي يسوقها إلينا في تقريبنا، إذا أمكن، من دائرة اللاشعور الموحشة الهادئة، وفي طردنا من نفوسنا كل هم حول ما هو عادل أبدي غير محدود، وفي إغماض عيوننا وجعل أصابعنا في آذاننا، وخنق الصوت المقطوع الرجاء في قلوبنا، والتمتع بالأمور المحسوسة الملموسة التي نستطيع بها قضاء أوطارنا الجثمانية ومدارة كبريائنا.
جاء في سفر الجامعة:
ليس للإنسان خير من أن يأكل ويشرب ويرى نفسه خيرا من تعبه، رأيت هذا أيضا أنه من يد الله.
والأحياء يعلمون أنهم سيموتون، أما الأموات فلا يعلمون شيئا، وليس لهم من جزاء بعد إذ قد نسي ذكرهم.
حبهم وغيرتهم قد هلكت جميعا، وليس لهم حظ بعد إلى الأبد، في شيء مما يجري تحت الشمس.
فاذهب كل خبزك بفرح واشرب خمرك بقلب مسرور، ولتكن ثيابك بيضا في كل حين، ولا يعوز رأسك الدهن.
تمتع جميع حياتك الفانية بالعيش مع المرأة التي أحببتها وأوتيتها تحت الشمس لتقضي أيامك الفانية، فإن ذلك حظك من الحياة، فليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية التي أنت ذاهب إليها.
تلك هي النصائح التي يأتي بها صاحب سفر الجامعة، ويستشف من اللهجة التي ذكرها بها أنه يحسد بحرارة من يقدر على العمل بها.
وذلك لأنه يشعر أكثر من أي شخص آخر أنه مقيد بالغموم والرغائب التي يكافحها ويسحقها ويسخر منها فاترا حاقدا، ولأنه يمقت ذلك العدم الذي يبصره حذرا مذعورا، ولأنه لم يتذوق بسلام المسرات المادية التي يمدحها، وهي مسممة عنده بالسؤال «لماذا؟» الخالد الذي يؤذي أنبل النفوس منذ قرون كثيرة.
جاء في سفر الجامعة:
صفحه نامشخص