وزیران و کتاب
الوزراء والكتاب
ژانرها
والذي كان بين أبي أيوب وبين أبي جعفر حتى رعاه له، ولما استخلفه عبد الملك بن حميد غلب عليه، إنه لما غلب عبد الله بن معاوية بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب، في أيام مروان على أصبهان، وبعض فارس وبعض الأهواز، وفد إليه الهاشميون أجمعون من بني علي، رضوان الله عليه، ومن بني العباس وغيرهما، فاستعان بهم في أعماله، وقلد أبا جعفر المنصور كورة إيذج. فأخذ أبو جعفر المال وحمله بسفاتج على يدي عبد الرحمن ابن عمر إلى البصرة، ولم يحمل إلى ابن معاوية شيئا، ثم صار أبو جعفر إلى الأهواز قاصدا البصرة، وكان سليمان بن حبيب بن المهلب عليها من قبل مروان، قد وضع الأرصاد على كل من يمر من عمال ابن معاوية، فمر برصده أبو جعفر، فأخذ وأتى به سليمان بن حبيب، وكان أبو أيوب المورياني يكتب له، فقال له لما دخل عليه: هات المال الذي أختنته، فقال: لا مال عندي، فدعا له بالسياط، فقال أبو أيوب: أيها الأمير، توقف عن ضربه، فإن الخلافة إن بقيت في بني أمية فلن يسوغ لك ضرب رجل من بني عبد مناف، وإن صار الملك إلى بني هشام لم تكن لك بلاد الإسلام بلادا، فلم يقبل منه، وضرب أبا جعفر اثنين وأربعين سوطا. فلما اتصل ضربه إياه قام إليه أبو أيوب، فألقى نفسه عليه، ولم يزل يسأله حتى أمسك عن ضربه، وأمر بحبسه. فتحركت المضربة لضرب أبي جعفر وحبسه، وتجمعوا وصاروا إلى الحبس فكسروه، وأطلقوا أبا جعفر. وخرج أبو جعفر حتى قدم البصرة، ورعى لأبي أيوب ما كان منه، وكان يتذكره ويشكره، ولم يزل أبو أيوب بالأهواز إلى أن ظهر أمر بني العباس.
صفحه ۹۵