وزیران و کتاب
الوزراء والكتاب
ژانرها
وكان الماء زاد في أيام الرشيد، وكان الرشيد غائبا في بعض متصيداته، ويحيى بن خالد مقيم ببغداد، فركب يحيى ومعه القواد، ليفرقهم على المواضع المخوفة من الماء يحفظونها، ففرق القواد، وأمر بإحكام المسنيات، وصار إلى الدور، فوقف ينظر إلى قوة الماء وكثرته، فقال قوم: ما رأينا مثل هذا المد! فقال يحيى بن خالد: قد رأيت مثله في سنه من السنين، كان أبو العباس خالد وجهني فيها إلى عمارة بن حمزة، في أمر رجل كان يعنى به من أهل خراسان، وكانت له ضياع بالري، فورد عليه كتابه يعلمه أن ضياعه تحيفت فخربت، وأن نعمته قد نقصت، وأن حاله قد تغيرت، وأن صلاح أمره في تأخير بخراجه لسنة، وكان مبلغه مائتي ألف درهم، ليتقوى به على عمارة ضيعته، ويؤديه في السنة المستقبلة. فلما قرأ كتابه غمه وبلغ منه، وكان بعقب ما ألزمه أبو جعفر من المال الذي خرج عليه، فخرج به عن كل ما يملكه، واستعان بجميع إخوانه فيه، فقال لي: يا بني، من ها هنا يفزع إليه في أمر هذا الرجل؟ فقلت: لا أدري، فقال: بلى، عمارة بن حمزة، فصر إليه وعرفه حال الرجل، فصرت إليه وقد مدت دجلة، وكان ينزل الجانب الغربي، فدخلت عليه وهو مضطجع على فراشه، فأعلمته ذلك، فقال: قف لي غدا بباب الجسر، ولم يزد على ذلك. فنهضت ثقيل الرجلين، وعدت إلى أبي العباس بالخبر، فقال: يا بني: تلك سجيته، فإذا أصبحت فاغده لموعده، فغدوت فوقفت بباب الجسر، وقد جاءت دجلة في تلك الليلة بمد
صفحه ۸۷