[3]
يأخذونه الثلث، وأقله السدس، ويأخذون فيما بين ذلك على قدر الشرب والربع. فأمر قباد بن فيروز بمساحة الأرض، وعدد النخيل والشجر، وإحصاء الجماجم، وعزم على وضع وضائع الخراج، فهلك قبل تمام ذلك.
ولما ملك أنو شروان استتم المساحة والعدد وأحصى الجماجم، ثم جلس مجلسا عاما، وأمر كتابه بإحصاء جمل ذلك ففعلوا، فخاطب الناس بما رآه من ذلك، من وضع الخراج على جربان ما مسح من الأرض، وعلى ما عده من الشجر والنخل، وما أحصى من الناس، وأن يجبى ذلك في ثلاثة أنجم في كل أربعة أشهر الثلث، واستشارهم، فلم يشر أحد منهم بشيء، فأعد القول ثلاث مرات والناس صموت. فقام رجل من عرض الناس، فقال: أيها الملك، أتضع الخراج الباقي على الإنسان الفاني، وعلى كبد تموت، وعلى زرع يجف، ونهر يذهب، وعين تغور؟ فقال كسرى: يا ذا الكلفة المشئوم، من أي طبقات الناس أنت؟ فقال: أنا رجل من الكتاب، فقال كسرى لكتابه: اضربوه بالدوى حتى يموت. فضربه الكتاب تبريا إلى كسرى من رأيه، حتى مات، وقالوا: نحن راضون بما صنع الملك. فصنفت الوضائع على أصناف الغلات والنخل والشجر.
صفحه ۴