وزیران و کتاب
الوزراء والكتاب
ژانرها
[74]
الله عمه إلى عيسى، وأمره سرا بقتله، وكان يونس ابن أبي فروة يكتب لعيسى بن موسى، فدعا عيسى بيونس، وقد كان عزم على قتل عبد الله بن علي، فخبره الخبر، فقال: نشدتك الله أن تفعل، فإنه يريد أن يقتلك ويقتله، لأنه أمرك بقتله سرا، ويجحدك إياه في العلانية، ولكن استره حيث لا يطلع عليه أحد، فإن طلبه منك علانية دفعته إليه، وإياك أن ترده سرا أبدا، بعد أن يظهر حصوله في يدك. قال: ففعل عيسى ذلك، وانصرف أبو جعفر من حجه، وعنده أن عيسى قد أنفذه أمره في عبد الله، فدس على عمومته من يشير عليهم بمسألته في عبد الله، ففعلوا ذلك، فدعا بعيسى بن موسى، فسأله عن عبد الله بن علي، فقال له، فيما بينه وبينه: ألم تأمرني بقتله؟ فقال: معاذ الله! ما أمرتك بقتله، إنما أمرتك أن يكون في منزلك! قال: قد أمرتني بقتله، قال: كذبت! ثم أقبل على عمومته، فقال: قد أقر بقتله، وقد كذب علي، وادعى أني أمرته، فشأنكم به، فوثبوا عليه. فلما رأى صورة أمره، صدق أبا جعفر عن الحال، وأحضره إياه. فكان عيسى يشكر ليونس بن أبي فروة ذلك مدة عمره.
وكان لعيسى بن موسى ابن يقال له العباس، من أكابر ولده، وقد تقلد الكوفة من قبل عيسى، وكان يكتب له رجل يقال له معاوية. فذكر علان الوراق السعوي: أن رجلا من بني أسد اختدع معاوية، رغبة في جاهه وميراثه، حتى انتمى إلى بني أسد، فتوفي الأسدي الذي غره، فخاف معاوية أن يموت هو، فيرثه قوم كانوا نفوه، وأنكروا عليه دعوته فيهم. وكانت لمعاوية جارية صقلية جاءت بابن من غلام له، كان يقال له منارة، فادعى حينئذ معاوية منارة أنه منه، ونسبه إلى نفسه فيما بعد، وسماه محمدا، ثم مات معاوية وانتمى محمد إليه، واكتنى بأبي عبد الله، ونظر في النسب، وكان ينبر بالأبنة، ويتهم بالزندقة، وقد هجاه قوم من أهل الكوفة هجاء كثيرا، فمن ذلك أن بني أسد يعرفون بالكوفة بالتطفيل، فهجوه بأنه يتظاهر بالتطفيل ليصح نسبه، فقال بعض الغنويين:
صفحه ۱۳۷