============================================================
وأحذ الطب عن محمد ابن إبراهيم الدوانى الرومى والمتتبع لنشأة السيوطى يجد أثه قد أخذ الكثير من العلوم عن الكثير من المشايخ، وقد ذكر بعض أهل العلم - ممن ترجموا له - أن شيوخه قد وصلوا نحو ستمائة، ولا غرابة فى ذلك ولا عجب؛ فإن السيوطى قد عاش حياته يأخذ العلم من خيث وجده، وعن كل من يلقاه، وأنه أكثر من السفر والتزجال؛ فى سبيل تحصيل العلم ورواية الحديث: وذكر أيضا فى بعض الروايات - أنهم مائة وخمسون شبيخا وشيخة، وفى بعضها: قارب غددهم الستمائة، على ما ذكرنا آنفا: قيامه بالتدريس: كان الإمام السيوطى - رحنه الله خير مؤدبى عصره، وأفضل مدرسيه إذ اشتهر بالبراعة فى الشرح، والروعة. فى الإملاء؛ ومن ثم شدت إليه الرحال من كل مكان، فكان - رحمه الله - يدرس العربية فى سن مبكر؛ إذكان عمره وقت إجازته بالتدريس خمسة عشر عاما فقظ، وهى مدة قصيرة فى أعمار العلماء والأعلام: ثم شرع: أيضا- فى تدريس الفلقه وإملاء النحديث سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، آى: بعد مباشرته تذريس العربية بنحو بست سنوات.
ثم شرع بعد ذلك يزاول التدريس والإملاء فى مختلف العلوم وشتى الفنون، فقال متحدثا عن نفسه؛ متحدثا بنعمة الله: أنه رزق التبخر فى سبعة علوم: التفسير، والفقه، والجديث، والنحو، والمعانى، والبيان، واليديع، على طريقة العرب البلغاء، لا على طريقة، العجم وأهل الفلسفة: وكان - رحمه الله - يقول - أيضا - إنه بلغ الاجتهاد؛ إذ قال: قد كملت عندى - الآن - آلاث الاجتهاد ، وبحمد الله * تعالن- أقول 12
صفحه ۱۴