202

ولات مصر

ولات مصر

ویرایشگر

محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي

ناشر

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

ویراست

الأولى، 1424 هـ - 2003 م

وورد الكتاب بالزيادة في اسم الأمير محمد بن طغج فلقب بالإخشيد، ودعي له بذلك على المنبر في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، ووردت الأخبار بمسير محمد بن رائق إلى الشامات، ففرض محمد بن طغج الفروض، وبعث بمراكبه إلى الشام، وأطلق عامر المجنون مع الطائفة الأسارى الذين أسروا يوم بلوق وذلك في ذي القعدة سنة سبع، وبعث محمد بن طغج بعمران بن فارس إلى الشام في جيش، ثم أتى الخبر بدخول محمد بن رائق إلى دمشق، وأن عبيد الله بن طغج سار إلى الرملة، فسلمت إليه في ذي القعدة، وعسكر الأمير محمد سلخ ذي الحجة، ثم سار إلى الشام في المحرم سنة ثمان وعشرين واستخلف أخاه الحسن عليها، ونزل الأمير الفرما، فأتاه الحسن بن طاهر بن يحيى العلوي يسأله الصلح، فبعث بعلي بن محمد بن كلا ليوافق محمد بن رائق على ذلك، ثم تم بينهما الصلح على أن يسلم ابن رائق الرملة، ويخرج عنها، وقدم الأمير محمد بن طغج من الفرما إلى الفسطاط يوم الخميس مستهل جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين.

وقدم بجكم الأعور وعلي المغربي من برقة مستأمنين إلى الأمير فأمنهما.

وتوفي سعيد بن عثمان صاحب الشرط للنصف من صفر سنة ثمان وعشرين، فقام غلامه بدر مقامه إلى تسع بقين من جمادى الأولى، فصرف وجعل مكانه شادن مولى الفضل بن جعفر بن فرات، ثم صرف لست خلون من شعبان سنة ثمان وعشرين وجعل مكانه علي بن سبك.

وأقبل محمد بن رائق من دمشق في شعبان سنة ثمان، فبعث الأمير بالجيوش إلى الرملة، ثم خرج الأمير محمد بن طغج متوجها إلى الشام، فعسكر يوم الأربعاء لست عشرة خلت من شعبان وسار يريد الرملة، فالتقى مع محمد بن رائق يوم الأربعاء للنصف من شهر رمضان بالعريش، فكانت بينهما وقعة عظيمة، واضطربت ميسرة محمد بن طغج وانهزم من فيها، ثم كر عليهم محمد بن طغج بنفسه، وطائفة من أصحابه وغلمانه، فهزمهم وأسر كثيرا منهم، وأثخنهم قتلا وأسرا، ومضى ابن رائق منهزما وتبعه الأمير محمد بن طغج إلى الرملة، فدخلها وأتى بالأسرى إلى الفسطاط، فطيف بهم وهم نحو من خمسمائة رجل لليلتين خلتا من شوال.

وسار الحسين بن طغج يكنى أبا نصر من الرملة فكان باللجون، فسرى عليه محمد بن رائق، فقتل أبا نصر الحسين بن طغج يوم الثلاثاء لإحدى عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ثم تداعى محمد بن طغج، ومحمد بن رائق إلى الصلح أيضا، فمضى ابن رائق إلى دمشق على صلح.

صفحه ۲۰۹