وجودیه: مقدمهای بسیار کوتاه
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرها
لكن ما فلسفة هذا الجيل؟ ليست أن الإله قد مات؛ فهذه النقطة انتهت منذ زمن طويل. ربما من الأجدر أن تكون «الموت هو الإله». يعتقد هذا الجيل - وهذه هي أهم أفكاره - أنه ما من شيء يتسم بالإيمان والضعف والهشاشة يمكن أن يعمر طويلا أو يملك أي قوة حقيقية. ينتظر الموت هذه الأشياء مثلما تنتظر الأرض الإسمنتية سقوط مصباح كهربائي. فالصدفة الزجاجية الهشة تفقد خواءها الصغير بانفجار، فينتهي أمرها. وهكذا يعلم بعضنا بعضا الميتافيزيقا.
شكل 3-3: مارسيل، فيلسوف الأمل، يبدو بمظهر متسامح.
3
لكن الأنطولوجيا (طريقة فهم الوجود) وليس الميتافيزيقا (دراسة التصنيفات المطلقة التي ننظم بها أفكارنا) هي ما تهم هايدجر هنا. إن القدرة الموحدة لفنائنا الشخصي، التي تجمع شتات انشغالنا وتلهينا في الهموم اليومية المعتادة، تحمل دلالة «إنسانية» استطاع سارتر التعرف عليها، حتى لو ادعى هايدجر أن الوجودي - بالتركيز على الجوانب الأخلاقية والنفسية لفنائنا بدلا من التركيز على قدرته على كشف ما يعنيه الوجود - عاجز عن رؤية الغابة بسبب الأشجار.
بعد النظر إلى جميع الاعتبارات، مهما وصف المرء مشروع هايدجر الفلسفي في مجمله، فمن الصعب إنكار أنه قدم مساهمة مهمة للحركة وأن أعماله الأولى يمكن أن توصف بأنها تحمل الصبغة «الوجودية».
شكل 3-4: كارل ياسبرز وعالمه.
4 (3) الحرية الإبداعية في مقابل الولاء الإبداعي: الإنسانية التوحيدية
رأينا سارتر يذكر بإيجاز الوجوديين التوحيديين في محاضرته ثم يواصل مناقشة الوجودية بأسلوب بدا وكأنه يستبعد - أو على الأقل يسقط من الاعتبار - الإيمان بالله. لكن ليست الفلسفة الإنسانية بأكملها إلحادية. في حقيقة الأمر، وبأسلوب مماثل لأسلوب هايدجر، يقول التوحيديون إن الإلحاد ينتقص من القيمة الحقيقية للإنسان؛ لأنه يختزله إلى مجرد منتج أنتجته الطبيعة، دون قيمة جوهرية أو أمل مطلق. مرة أخرى، هناك عوامل كثيرة تشكل نوع الحرية أو الاستقلالية التي ينسبها مدعي الوجودية إلى الفرد. يدعي الملحدون أن هذه الحرية مطلقة. أيا كانت المزايا الكاملة التي نسبها البشر إلى الله، فإنهم يصرون على أنها مكتسبة على حسابهم وأن علم اللاهوت هو ببساطة علم الإنسانيات معكوسا. أدت فرضية نيتشه عن موت الإله إلى دعوته إلى نوع من الإلحادية البطولية يتقدم بها الإنسان إلى الأمام مثل سيزيف، رغم عدم الاهتمام المزعوم من جانب الكون.
على العكس من ذلك، يرى التوحيديون أن السمة المميزة للإنسان هي انفتاحه، ليس فقط على الوجود الهايدجري (مع أن البعض يفسر هايدجر تفسيرا إيمانيا غامضا)، لكن على إله يفهم ويهتم. من منظورهم، الحرية أصلية لكنها مصنوعة. وهم يرون العالم ووجودنا كهدية ودعوة لرد فعل مسالم. يجب أن يكون موقفنا المترتب على ذلك هو ما يسميه جابرييل مارسيل «الولاء الإبداعي» تجاه هذه الهدية. مثل هايدجر، يرفض مارسيل وثنية العالم الصناعي والتفكير الحسابي القائم عليه. (قال هايدجر إن انتصار الجانب الصناعي في مجتمعنا المعاصر واختزال كل من الطبيعة والبشر إلى مجرد «موارد» كانا النتيجة المنطقية لنسياننا الوجود على مدار عقود ورغبتنا في السيطرة؛ مما يدعم مذهب نيتشه عن إرادة القوة.) وفي مناقضة صارخة لاعتراض كامو على أي أمل مطلق، ينص تركيز مارسيل تحديدا على معاني الأمل الإنساني، الذي يرتبط بالولاء والثقة في وعد «الآخر» لكنه ليس بضمان محسوب لقوة ما غير ذاتية. وكما لو أن مارسيل أراد بوضوح أن يعارض موقف كامو، فقد أصر على أنه من الناحية الميتافيزيقية، الأمل الوحيد الحقيقي هو الأمل فيما لا يعتمد علينا؛ أمل نابع من التواضع وليس من الكبر.
جابرييل مارسيل (1889-1973)
صفحه نامشخص