كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها
كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها
شماره نسخه
الأولى / ١٤٢٢ هـ
سال انتشار
٢٠٠٢ م
ژانرها
"رجال الدين فى القرن الثالث الهجرى عرفوا السنة وأضافوا إليها أمورًا هى من اجتهادهم، فقد قالوا فى تعريفها: "هى كل ما أُثِرَ عن النبى ﷺ. من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خِلْقِية أو خُلُقِية أو سيرة سواء كان ذلك قبل البعثة "كتحنثه فى غار حراء" أم بعدها. وهذا التعريف الموسع الذى أتى فى عصر متأخر عن عصر الرسولصلى الله عليه وسلم. وصحابته قد جر البلاء على الإسلام. وفى موضع آخر يقول: "وإن أغلب الذين أدخلوا أحاديث الرسول ﷺ. وأفعاله وتصرفاته الخاصة فى الدين فعلوها وهم يعلمون أنهم يفعلون الممنوع، ويقعون فى المعصية، لكن الهوى والشيطان كانا أقوى من الإيمان فى تلك الفترة، ففعل الشيطان ما يريد" (١) .
ومن المعانى اللغوية التى يركزون عليها فى تشكيكهم فى السنة المطهرة معناها الوارد فى القرآن الكريم بمعنى أمر الله ﷿ ونهيه وسائر أحكامه وطريقته، ويقولون: لا سنة سوى سنة الله ﷿ الواردة فى كتابه العزيز، وأنه مستحيل أن يكون لرسول الله سنة، ويكون لله ﷿ سنة، فيشرك الرسول نفسه مع الله ﷿.
... وفى ذلك يقول محمد نجيب (٢) فى كتابه (الصلاة): القرآن وما فيه من آيات هو سنة الله التى سنها وفرضها نظامًا للوجود، واتبعها الله نفسه؛ فهى سنة الله ... وليس من المعقول أن يكون للرسول سنة ويكون لله سنة، فيشرك الرسول نفسه مع الله ويكون لكلاهما سنة خاصة وهو أمر مستحيل أن يحصل من مؤمن ومن رسول على الأخص، فما كان لبشرٍ آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة أن يترك حكم الله وسنته، ويطلب من الناس أن تتبع ما يسنه هو من أحكام، وليس ذلك إن حَصُلَ إلا استكبارًا فى الأرض، وتعالٍ على الله.
يقول الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ (٣) ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلا نُفُورًا اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾ (٤) . وهذا يؤكد وجوب الرجوع لكتاب الله وحده جماع سنة الله (٥) أ. هـ.
_________
(١) إنذار من السماء ص ٤٠، ١١١.
(٢) محمد نجيب كاتب معاصر. من مؤلفاته (الصلاة) أنكر فيه السنة المطهرة، وزعم أن تفاصيل الصلاة واردة فى القرآن الكريم.والكتاب صادر عن ندوة أنصار القرآن، نشر دائرة المعارف العلمية الإسلامية.
(٣) الآية ٧٩ من سورة آل عمران.
(٤) الآيتان ٤٢، ٤٣ من سورة فاطر.
(٥) الصلاة ص ٢٧٦، ٢٧٧.
1 / 22