كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

Emad El-Din Mohamed Esmail El-Sharbeny d. Unknown
100

كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

شماره نسخه

الأولى / ١٤٢٢ هـ

سال انتشار

٢٠٠٢ م

ژانرها

موقفهم من الخبر المتواتر: درج المعتزلة على مخالفة إجماع الأمة على إفادة المتواتر القطع. فذهب بعضهم إلى إنكار حجية المتواتر وإفادته العلم، وتجويز وقوعه كذبًا، وحكى الإمام أبو منصور البغدادى ذلك عن "النظامية"، وهم فرقة من المعتزلة فقال فى الفضيحة السادسة عشرة من فضائح النَّظَّام (١): قوله بأن الخبر المتواتر مع خروج ناقليه عند سماع الخبر عن الحصر، ومع اختلاف همم الناقلين واختلاف دواعيها يجوز أن يقع كذبًا، هذا مع قوله بأن من أخبار الآحاد ما يوجب العلم الضرورى. وقد كفره أصحابنا مع موافقيه فى الاعتزال فى هذا المذهب الذى صار إليه (٢) . ثم قال فى الفضيحة السابعة عشرة من فضائحه: "تجويزه إجماع الأمة فى كل عصر، وفى جميع الأعصار على الخطأ من جهة الرأى والاستدلال، ويلزمه على هذا الأصل أن لا يقف بشئ مما اجتمعت الأمة عليه، لجواز خطئهم فيه عنده، وإذا كانت أحكام الشريعة منها ما أخذه المسلمون عن خبر متواتر، ومنها ما أخذوه عن أخبار الآحاد، ومنها ما أجمعوا عليه وأخذوه عن اجتهاد وقياس، وكان النظام دافعًا لحجة التواتر، ولحجة الإجماع، وقد أبطل القياس وخبر الواحد إذا لم يوجد العلم الضرورى، فكأنه أراد إبطال أحكام فروع الشريعة لأبطاله طرقها أ. هـ. (٣) . والمعتزلة: هم أول الفرق التى اشترطت فى قبول الأخبار العدد كما فى الشهادة، وما أرادوا بذلك الشرط إلا تعطيل الأخبار والأحكام الواردة فيها. وفى ذلك يقول الإمام الحازمى (٤): "ولا أعلم أحدًا من فرق الإسلام القائلين بقبول خبر الواحد اعتبر العدد سوى متأخرى المعتزلة؛

(١) النَّظَّام: هو إبراهيم بن سار بن هانئ البصرى، أبو إسحاق النظام، شيخ المعتزلة، تبحر فى علوم الفلسفة، وانفرد بآراء تابعته فرقة من المعتزلة سميت النظامية. اتهم بالزندقة، وكفره جماعة، مات سنة بضع وعشرين ومائتين. وله كتب فى الفلسفة والاعتزال. له ترجمة فى: طبقات المعتزلة لابن المرتضى ص٤٩، تاريخ بغداد ٦/٩٧ رقم ٣١٣١، سير أعلام النبلاء ١٠ /٥٤١ رقم ١٧٢، لسان الميزان ١ /٩٦ رقم ١٧٦، ومروج الذهب ٦/٣٧١. (٢) الفرق بين الفرق ص ١٣٧، وانظر: الانتصار للخياط ص ٢٣٠، وآراء المعتزلة الأصولية دراسة وتقويمًا للدكتور على بن سعد بن صالح ص ٣٤٧. (٣) الفرق بين الفرق ص ١٣٧، ١٣٨، وانظر: الانتصار للخياط ص ٢٣٢، والملل والنحل ١ /٥٠، وتأويل مختلف الحديث ص ٢٨. (٤) الحازمى: هو أبو بكر، محمد بن موسى بن عثمان بن حازم، كان من الأئمة الحفاظ، العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله، ثقة نبيلًا حجة زاهدًا ورعًا عابدًا، أدركه أجله شابًا، من مصنفاته، الناسخ والمنسوخ، وعجالة المبتدئ فى الأنساب، وشروط الأئمة الخمسة، مات سنة ٥٨٤هـ. له ترجمة فى: طبقات الحفاظ للسيوطى ص٤٨٤ رقم ١٠٧١، وتذكرة الحفاظ ٤ /١٣٦٣ رقم ١١٠٦، وتهذيب الأسماء واللغات للنووى ٢ /١٩٢، وشذرات الذهب ٤ /٢٨٢، والبداية والنهاية ١٢ /٣٣٢، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى ٦ /١٠٩.

1 / 100