المرأة بين الفقه والقانون
المرأة بين الفقه والقانون
ناشر
دار الوراق للنشر والتوزيع
شماره نسخه
السابعة
سال انتشار
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
محل انتشار
بيروت
ژانرها
موقف الإسلام - مبادئ الإسلام في المرأة
في أواخر القرن السادس الميلادي، ووسط هذا الظلام المخيم من قضية المرأة في جميع أنحاء العالم المتمدن وغير المتمدن يومئذ، انطلق من جزيرة العرب، من فوق رمالها الدكناء، وسهولها الجرداء، وجبالها الحمراء، من مكة: انطلق صوت السماء على لسان محمد ﷺ يضع الميزان الحق لكرامة المرأة، ويعطيها حقوقها كاملة غير منقوصة، ويرفع عن كاهلها وزر الاهانات التي لحقت بها عبر التاريخ، والتي صنعتها أهواء الأمم، يعلن انسانيتها الكاملة، وأهليتها الحقوقية التامة، ويصونها عن عبث الشهوات وفتنة الاستمتاع بها استمتاعًا جنسيًا حيوانيًا، ويجعلها عنصرًا فعالًا في نهوض المجتمعات وتماسكها وسلامتها.
مبادئ الإسلام في المرأة:
وتتلخص المبادئ الاصلاحية التي أعلنها الاسلام على لسان محمد ﷺ فيما يتعلق بالمرأة في المبادئ التالية:
أولًا: إن المرأة كالرجل في الانسانية سواء بسواء، يقول الله تعالى: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة﴾ [النساء: ٠١] ويقول الرسول ﵊: "إنما النساء شقائق الرجال" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.
ثانيًا: دفع عنها اللعنة التي كان يصقلها بها رجال الديانات السابقة، فلم يجعل عقوبة آدم بالخروج من الجنة ناشئًا منها وحدها، بل منهما معًا.
يقول تعالى في قصة آدم: ﴿فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه﴾ [البقرة: ٣٦].
ويقول عن آدم وحواء: ﴿فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وُري عنهما من سوآتهما﴾ [الأعراف: ٢٠]
ويقول عن توبتهما ﴿قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ [الأعراف: ٢٣].
1 / 23