What Was Said by the Two Weighted Groups About the Friends of the Merciful
ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن
ناشر
مبرة الآل والأصحاب
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
أما عطف الإيمان على الدار في التبوّء، فهو عطف ظاهري لا معنوي؛ لأن الإيمان لا يتبوأ، وتقديره وآثروا الإيمان على الكفر ﴿مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ يعني: قبل قدوم المهاجرين إليهم حين أحسنوا إليهم، بأن أسكنوهم بيوتهم وشاركوهم في أموالهم ﴿وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾ أي: لم يكن في قلوبهم حزازة ولا غيظ ولا حسد بسبب ما أخذ المهاجرون من الفيء الذي استولوا عليه من مال بني النضير، بل طابت به نفوسهم وكانوا ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ أي: يقدمون المهاجرين ويفضلونهم على أنفسهم في العطاء ﴿وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ أي: ولو كانت بهم حاجة وفقر، وذلك رأفة بإخوانهم وطلبًا للأجر والثواب ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾ أي: الفائزون بثواب الله تعالى الرابحون لجنته ونعيمها (^١).
وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: ٧٤ - ٧٥].
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي:
وهذه الآيات في بيان مدحهم وثوابهم، فقال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا﴾ أي: المؤمنون من المهاجرين والأنصار ﴿هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به من الهجرة والنصرة والموالاة بعضهم لبعض، وجهادهم لأعدائهم من الكفار والمنافقين.
﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ﴾ من الله تمحى بها سيئاتهم، وتضمحل بها زلاتهم، ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ أي: خير
(^١) تفسير الجديد (سورة الحشر: ٨ - ١٠).
1 / 44