What Was Said by the Two Weighted Groups About the Friends of the Merciful
ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن
ناشر
مبرة الآل والأصحاب
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
محل انتشار
الكويت
ژانرها
أنه سأل الله ولدا، ذكرا، صالحا، يبق بعد موته، ويكون وليا من بعده، ويكون نبيا مرضيا عند الله وعند خلقه، وهذا أفضل ما يكون من الأولاد، ومن رحمة الله بعبده، أن يرزقه ولدا صالحا، جامعا لمكارم الأخلاق ومحامد الشيم. فرحمه ربه واستجاب دعوته (^١).
وقال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: ليكون امتدادا للخط الرسالي الذين يدعو إلى الله ويعمل له، ويجاهد في سبيله، ولتستمر به الرسالة في روحه وفكره وعمله (^٢).
أما تفسير هذه الآية بأن المراد وراثة مال فإنها تؤدي إلى الإشكالات التالية:
١ - إن نبي الله زكريا ﵇ لم يكن غنيا حتى يُوَرِّث المال؛ بل كان نجارا يأكل من عمل يده، فهل الأولى أن نقول إن طلب نبي الله زكريا ﵇ ذرية طيبة وولدًا صالحًا يرثه يقصد منه وراثة المال الذي لا وجود له أصلًا؟ أم وراثة العلم والنبوة التي يتمتع بها زكريا ﵇ كما يفهم من سياق الآية: ﴿قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾.
٢ - إذا قلنا إن وراثة يحيى لآل يعقوب وراثة مالٍ، فكيف يرث يحيى آل يعقوب، علمًا بأنها تطلق على بني إسرائيل جميعهم؟! والذي يجعلنا على يقين من أن قوله تعالى: ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾ يراد به العلم والنبوة هو ما كان عليه حال زكريا ﵇ من العلم والنبوة، ومن مقتضىت المنطق السليم أن نقول إن زكريا ﵇ إنما أراد أن يرث ابنه النبوة والحكمة، ودليل ذلك ما ذكره الله تعالى من منة على زكريا ﵇ حين أجاب دعاءه فقال: ... ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩)﴾ [آل عمران: ٣٩] فلم يذكر الله من بين هذه الأمور ما
(^١) تيسير الكريم المنان: (١/ ٤٨٩).
(^٢) تفسير من وحي القرآن (سورة مريم: ٦).
1 / 129