وخضع له كل شيء، وكل شيء في قبضته، ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم: ٩٣] وذلك هو معنى الإخلاص في الصلاة وخضوع القلب وخشوع الجوارح.
والصلاة فرع من فروع العبادة التي يشترط فيها الإخلاص، وهناك فروع أخرى للعبادة يشترط فيها الإخلاص أيضا منها الدعاء. . لقول رسول الله ﷺ: «الدعاء مخ العبادة» أي خالص العبادة ولبها فيجب أن يتجه المسلم إلى ربه متضرعا في دعائه موقنا بالإجابة، كما جاء في الحديث: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» . وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦] وقال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] فالإخلاص المطلوب المشروط في الدعاء، أن يدعو العبد ربه وحده، لا يدعو معه غيره، مهما ارتفع مقام ذلك الغير، فالدعاء حق الله، ولا يجوز صرفه لغير الله. . قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ﴾ [الحج: ٧٣]