421

وفي هذه الأثناء أخذ بنو مرين يحكمون مناطق فاس في حين كان بنو زيان قد فرغوا من تأسيس مملكتهم في تلمسان. كما ثارت بلاد الأندلس هي أيضا على ملوك مراكش وطردت حكامهم من شبه الجزيرة. وفضلا عن ذلك، أصبحت. السلطة في مراكش هدفا للمنازعات والمؤامرات، فإبن الأخ يحارب عمه والأب ضد ابنه. وعندها شعر ملك تونس بقوته، فقاد حملة ضد تلمسان على رأس جيشه. ففرض الجزية على ملك تلمسان (107). وما إن علم بذلك الملك المريني الذي كان حينئذ في حملة ضد مراكش، حتى أرسل له هدايا جزيلة وأوصاه بنفسه وبمملكته خيرا. ورضي ملك تونس بذلك واعتبره صديقا، مع النظر إليه دوما على أنه دونه (108). ولما قفل الملك راجعا إلى تونس مكللا بالنصر دخلها احتفال كبير ونادى بنفسه ملكا على إفريقيا. وأخذ في تنظيم بلاطه الملكي مستعينا بالكتاب والمستشارين وبقائد عام. وطبق كل مراسم الاحتفالات التي كانت دارجة عند ملوك مراكش (109).

ومنذ ذلك الوقت حتى عصرنا، لم تنفك تونس عن التزايد في السكان وفي الامتياز على سواها، حتى أصبحت أكثر مدن أفريقيا لمعانا.

وعلى أثر وفاة هذا الملك، شيد ابنه الذي حظي بالتاج الملكي، أربعة ارباض حول تونس (110). فبنى أحد هذه الأرباض في خارج الباب المسمى باب سويقة، وكان يضم ثلاثمائة أسرة. وأقيم ثان في خارج باب المنارة وكان يحوي قرابة ألف أسرة.

صفحه ۴۴۶