326

في هذه الحرب بسبب حصار تلمسان، ثار عليه أمير تازوته وجمع قواته كي يستولي على بعض مملتكات الملك. فقام هذا بتعبئة جيش أرسله بقيادة أحد أخوته لمحاربة المتمرد.

فاتجه الجيش إلى تازوته وحاصرها خلال شهرين، وسقطت المدينة ثم خربت بأمر ملك فاس، وظلت أطلالا إلى أن سقطت غساسة بأيدي الاسبان (480). وعند ما سقطت غساسة تحت سلطة النصارى (481) طلب أحد قواد ملك فاس، وهو غرناطي الأصل، وعلى قدر كبير من البسالة، طلب السماح له بإعادة بناء غساسة. وفي الوقت الحاضر يشن نصارى غساسة ومسلمو تازوتة حربا مستمرة بعضهم على بعض في صورة غارات، خسائرها دوارة بينهم فتارة تصيب هؤلاء وتارة اخرى تصيب أولئك.

مدينة آمجاو

آمجاو مدينة صغيرة (482) قابعة فوق جبل عال على مسافة عشرة أميال تقريبا (483) إلى الغرب من تازوته. وقد بناها الأفارقة على مسافة ستة أميال (484) من الساحل.

وسكانها نبلاء كرام. ويقع في أسفل الجبل، الذي قامت فوقه المدينة، سهل ينتج القمح. وفي جميع الجبال المجاورة مناجم حديد، ويسكن المشتغلون بشئون هذه المناجم كثيرا من الدساكر والقرى في هذه المنطقة.

وقد آلت إمارة هذه المدينة ليد فارس شاب مقدام يمت بصلة النسب إلى أسرة الموحدين الملوكية. وكان والد هذا الشاب رجلا فقيرا جدا يعمل في حياكة الكتان، وهي مهنة تعلمها ابنه. ولكن هذا الشاب، الذي كان يحس بسمو نفسه، وكان يعرف نبل أجداده، ترك أقمشته، وقصد بادس وانخرط لدى أميرها موسيقيا في بلاطه. وفي هذه الأثناء أراد أمير تازوته أن يشن غارة ضد النصارى وطلب من أمير بادس نجدة قوامها بضعة فرسان، ولكن هذا منحه ثلاثمائة، كان منهم الشاب النبيل. وقد برهن

صفحه ۳۴۶