279

ومراعيها ممتازة لتربية الماشية. وفي هذه الكورة مائة قرية، ولكنها تتألف من بيوت بائسة، والسكان هم من فقراء الناس فلا يزرعون الكرمة، ولا البساتين، ولا أشجارا مثمرة، وكان من عادة الملك توزيع عائدات هذه الكورة بين إخوته وأخواته الذين هم في سن صغيرة. ونعود للكلام عن السكان فنقول بأن لدى هؤلاء الوفير من القمح والصوف. ولكن هندامهم رديء وليس لهم من أنعام الركوب سوى الحمير حتى أن جيرانهم يهزأون بهم ويزدرونهم (268).

كورة السايس

السايس هي أيضا كورة مجاورة لفاس، وتقع على مسافة عشرين ميلا إلى الغرب وتقع كلها في بسيط من الأرض. وتنقل الروايات أنه كان هنا العديد من القصور والقرى. ولم يبق منها الآن أي أثر، حتى ولا أية بقية من بناء، ولكن أسماء المواقع الداثرة لا تزال حية. ويمتد هذا السهل على مسافة ثمانية عشر ميلا نحو الغرب، وعلى مسافة عشرين ميلا في اتجاه الجنوب. والأراضي فيها ممتازة ولكنها تنتج قمحا أسود صغير الحبات. ولا نجد سوى القلة من الآبار والينابيع في هذه الكورة. وقد كانت دائما في أيدي العرب الذي يعيشون فلاحين، أي أصبحوا مزارعين مستقرين. وقد أقطعها الملك لصاحب قصر فاس رحاكمها (269).

جبل تغات (270)

يقع جبل تغات على مسافة سبعة أميال تقريبا إلى الغرب من فاس، وهو جبل عال جدا ولكنه قليل العرض. ويمتد إلى الشرق حتى نهر بني نصر الصغير أي على مسافة خمسة أميال (271)، وجميع الجزء المطل على فاس مزروع بالكرمة وكذلك القمة. أما القسم الذي

صفحه ۲۹۹