92

============================================================

وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : "اللهم إجعل رزق آل محمد كفافأ*(1) ويحكم !! افتحسبون أن محمدا جهل الاختيار لنفسه ؟ لا والذي اكرمه بالرسالة ما إختار لنفسه إلا أفضل الأمور وأعلاها ويحك !! فإرض لنفسك ما رضيه نبيك محمد ، وكن مع نبيك بالتاسي به، وسرمع لواء المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام سابقا إلى جنة المأوى أخي : تدبر ما سمعت وكن على يقين أن السعادة والفوز في مجانبة الدنيا، فإنه بلغنا أن رسول الله قال : وسادات المؤمنين في الجنة من إذا تغذى لم يجد عشاعه، وإذا استقرض لم يجد قرضا، وليس له فضل كسوة إلا ما يواري به بدنه، ولم يقدر على أن يكسب ما يغنيه، يسيي مع ذلك ويصيح راضيأ عن ربه، فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من التبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا"(2) أخي : تدبر ما سمعت . وكن على يقين ان الشر مجموع في الاستكثار من عرض الدنيا. بلغنا عن رسول الله أنه قال لبلال: " إن استطعت أن تلقي الله فقيرا ولا تلقاه غنيا فافعل . قال : كيف لي بذلك يا رسول الله4 قال: ما رزقت فلا تخباه، وما إيتليت به فلا تمنع (3) . قال وكيف لي بذلك يا رسول الله ؟ قال : أو النار" .

(1) حديث واللهم اجعل رزق حد، : آخرجه مسلم في صحيحه؛ حديث 19 من كتاب الزهد، والبخاري في صحيحه من حديث أي هريرة (2) حديث وسادات المؤمنين في الجنة قال العراقي: وعزاه صاحب مسند الفردوس للطبراني من رواية أبي حازم عن أبي هريرة مختصرا، بلفظ وسادة الفقراء في الجنة.. ولم أره في معاجم الطبران.

(2) اي لا تدخر ما رزقت من مال أو متاع ، وما ابتليت به من عرض الدنيا، فلا تمنعه عن طالب الرزق المحتاج إليه، وهو مذهب أبي ذر الغفاري .

صفحه ۹۲