وصايا العلماء
$ مقدمة المؤلف
صفحه ۱
ﵟولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا اللهﵞ
] النساء 131 [
صفحه ۲۱
أخبرنا الشيخ الصالح المقريء أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير النجار البغدادي أثابه الله قراءة عليه ونحن نسمع في يوم الجمعة ثامن والعشرين جمادى الأولى من سنة ثلاث و ثلاثين و ستمائة في المسجد الجامع من دمشق قيل له أخبرك أبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد الأسفراييني إجازة إن الفقيه أبا القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء السلمي المصيصي اخبرهم قراءة عليه وهو يسمع في سنة ست وثمانين وأربع مائة قال أنا أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قراءة عليه في شعبان سنه ثمان وعشرين وأربع مائة قيل له أخبركم أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي قراءة عليه في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاث ماية نا محمد بن الربيع بن سليمان نا يونس بن عبد الأعلى نا عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عمر ومالك بن انس ويونس بن يزيد و أسامة بن زيد الليثي أن نافعا حدثهم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
صفحه ۲۲
ما حق امرئ مسلم له شي يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده مكتوبة
حدثنا عبد الملك بن بحر نا عبد الله بن أحمد بن أبى ميسرة نا خلاد بن يحيى نا أبو عقيل عن عمر بن عبد الله عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم يبيت ليلة من الدهر أبدا إلا وعهده عنده مكتوب إذا كان له من المال ما يعهد فيه
صفحه ۲۳
حدثنا الحسن بن أحمد بن غطفان نا أبو عتبة أحمد بن الفرج ] الحمصي [ نا بقية ] بن الوليد [ نا عبد الله بن سالم عن العلاء بن عتبة اليحصبي قال سمعت عمير بن هانئ العنسي يقول سمعت ابن عمر يقول يوشك المنايا أن تسبق الوصايا
حدثنا محمد بن إبراهيم ألد يبلي نا عبد الحميد بن صبيح سنة أربعين ومائتين نا درست بن زياد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله مات فلان قال صلى الله عليه وسلم
أليس كان معنا آنفا قالوا بلى قال يا سبحان الله كأنها أخذة على غضب المحروم من حرم الوصية
صفحه ۲۴
حدثنا الحسين بن محمد بن سعيد نا جحدر بن الحارث نا بقية بن الوليد عن خليد بن أبي خليد عن أبن أبي حلبس عن معاوية بن قرة عن أبيه قرة بن أياس المزني رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حضرته الوفاة فأوصى فكانت وصيته على كتاب الله عز وجل كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته
حدثنا أبي عبد الله بن أحمد نا موسى بن عيسى بن المنذر عن أبيه نا بقية قال حدثني خليد بن أبي خليد عن أبي حلبس عن معاوية بن قرة المزني عن أبيه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حضرته الوفاة فأوصى فكانت وصيته على كتاب الله عز وجل كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته
صفحه ۲۵
حدثنا إبراهيم بن مرزوق أبو الحسن علي بن معبد نا شجاع بن الوليد نا سليمان التميمي عن قتادة عن انس قال
كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ حضره الموت الصلاة وما ملكت أيمانكم قال حتى جعل يغر غرها في صدره وما كاد يفيض بها لسانه
حدثنا أحمد بن عبد الوارث قال نا عيسى بن حماد نا الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مستند إلى صدرها يقول
اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى
صفحه ۲۶
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر السامري قال
نا عبد الله بن صالح قال نا الليث بن سعد قال حدثني ابن الهاد عن موسى بن سرجس عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول اللهم اعني على سكرات الموت
حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد قال نا إبراهيم بن مرزوق قال نا حبان عن مبارك
قال سمعت الحسن يقول لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرب الموت قالت فاطمة رضي الله عنها وأكرباه قال النبي صلى الله عليه وسلم انه والله ما على أبيك كرب آخر ما عليه
صفحه ۲۷
قال حبان فحدثنا مبارك قال نا ثابت عن أنس بمثله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنية انه والله قد حضر من أبيك ما الله عز وجل بتارك أحدا الموافاة يوم القيامة
صفحه ۲۸
حدثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي وأبو الحارث أحمد بن سعيد الدمشقي له اللفظ قالا ثنا أبو الحسين محمد بن خالد بن خلي نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
صفحه ۲۹
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح انه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير قالت فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضره الموت ورأسه على فخذ عائشة رضي الله عنها غشي عليه قالت فلما أفاق شخص ببصره نحو سقف البيت ثم قال اللهم الرفيق الأعلى قالت عائشة فقلت إذا لا يختارنا وعرفت انه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح $ وصية آدم عيه السلام أخبرنا أبي عبد الله بن أحمد نا الحسن بن السكن الحمصي نا الربيع بن رمح نا إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن ذكوان البصري الأزدي عن الحسن بن أبي الحسن عن عتي السعدي عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أن آدم صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة أرسل الله عز وجل إليه بكفن وحنوط من الجنة فلما رأت حواء الملائكة جزعت فقال صلى الله عليه وسلم خلي بيني وبين رسل ربي عز وجل فما لقيت الذي لقيت إلا فيك وما أصابني الذي أصابني إلا فيك $ وصية نوح عليه السلام
صفحه ۳۰
حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا أبو معاوية الضرير نا محمد بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أخبركم بوصية نوح صلى الله عليه وسلم قالوا بلى قال أن نوحا قال لأبنه أني أوصيك باثنتين وأنهاك عن اثنتين
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد نا محمد بن عبد الملك الدقيقي نا خنيس بن بكر بن خنيس نا زيد بن بكر بن خنيس عن محمد بن إسحاق عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفحه ۳۱
أوصى نوح أبنه قال لا أطول عليك لتكون أجدر أن لا تنسى اثنتان ليستبشر بهما الله عز وجل وصالح خلقه واثنتان يحتجب منهما الله عز وجل وصالح خلقه فأما الاثنتان التي يستبشر الله عز وجل منهما وصالح خلقه فشهادة أن لا اله إلا الله فأن السموات والأرض وما بينهما لو كن حلقة لفصمتهما ولو كن في كفة لرجحت بهن وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وبها يرزقون وأما الاثنتان التي يحتجب الله عز وجل منهما وسائر خلقه فالشرك به والكبر فقال رجل من أصحابه يا رسول الله إني لأحب أن يحمل مركبي ويلين مطعمي وتحمل علائق سوطي وقبال نعلي فذاك الكبر فقال لا ولكن الكبر أن تبطر الحق وتغمص الناس واللفظ لابن العرابي $ وصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه
صفحه ۳۲
حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد اليازوري بالرملة قال نا حميد بن عياش السافري نا مؤمل بن أسماعيل نا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما حضرته الوفاة أرسل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إني أوصيك بوصية إن أنت قبلتها عني إن لله عز وجل حقا بالليل لا يقبله بالنهار إن لله عز وجل حقا بالنهار لا يقبله بالليل وانه عز وجل لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ألم تر إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة باتباعهم الحق في الدنيا وثقل ذلك عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا حقا أن يثقل ألم تر إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل في الدنيا وخف ذلك عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا باطلا أن يخف ألم تر أن الله عز وجل أنزل آية الرجاء عند آية الشدة وآية الشدة عند آية الرجاء لكي يكون العبد راغبا راهبا لا يلقي بيده إلى التهلكة لا يتمنى على الله عز وجل غير الحق فان أنت حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت ولا بد لك منه وإن أنت ضيعت وصيتي هذه فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت
صفحه ۳۳
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا محمد بن ميمون الخياط المكي نا سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت قال لي أبي في أي شيء كفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت في ثلاثة أثواب قال انظري ثوبي هذين فاغسلوهما وكانا ممشقين وابتاعوا لي ثوبا ثالثا ولا تغلوه قلت يا أبة انا موسورون موسع علينا قال يا بنية إن الحي أحق بالجديد من الميت و انما هو للمهلة والصديد
حدثنا مصعب بن إسماعيل نا علي بن عبد العزيز نا حجاج بن منهال نا همام بن يحيى عن قتادة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما حضر بعث إلى عمر رضي الله عنه فدعاه يوصيه فلما حضر قال
صفحه ۳۴
اعلم أن لله عز وجل في النهار حقا لايقبله في الليل وأعلم أن لله عز وجل في الليل حقا لا يقبله في النهار وأعلم أنه لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة وأعلم أن الله عز وجل ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم فيقول القائل أين يقع عملي من عمل هؤلاء وذلك أن الله عز وجل تجاوز عن سيئ أعمالهم فلم يثربه واعلم أن الله عز وجل ذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم ويقول قائل أنا خير من هؤلاء عملا وذلك أن الله عز وجل رد عليهم أحسن أعمالهم فلم يقبله واعلم ان الله عز وجل أنزل آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند آية الرخاء ليكون المؤمن راغبا راهبا لئلا يلقي بيده إلى التهلكة ولا يتمنى على الله إلا الحق واعلم إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقل ذلك عليهم واعلم إنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفت ذلك عليهم فإن أنت قبلت وصيتي هذه فلا يكون شيء أحب إليك من الموت ولا بد من لقائه وان أنت ضيعت وصيتي هذه فلا يكونن شيء أكثر حبا إليك من الموت ولست بمعجزه
صفحه ۳۵
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي نا الفضل بن العباس بن أبي العباس الزيات نا زكريا بن يحيى بن صبيح رحمويه أبو محمد الواسطي نا الهيثم بن محفوظ أبو سعد النهدي نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كتب أبي رحمه الله وصيته
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر وينتهي الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فإن يعدل فذلك ظني به ورجائي فيه وان يجر ويبدل فلا أعلم الغيب
ﵟوسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبونﵞ
الشعراء 227
قال أبو سليمان بن زبر والذي كتب وصية أبي بكر عثمان بن عفان رضي الله عنهما $ وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه
صفحه ۳۶
حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمر بن يوسف بن جوصا نا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ نا سفيان بن عيبنة عن عمرو بن دينار عن أبن عمر قال
كان رأس عمر في حجري لما طعن فقال ضع رأسي بالأرض قال فظننت إن ذلك تبرما به فلم أفعل فقال ضع خدي بالأرض لاأم لك ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله عز وجل لي
حدثنا محمد بن جعفر السامري ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال
صفحه ۳۷
كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال ضع رأسي على الأرض فقلت ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي فقال لا أم لك ضعه على الأرض فوضعته على الأرض فقال ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل
حدثنا محمد بن جعفر السامري نا أحمد بن محمد بن بديل الايامي نا أبو معاوية الضرير نا داود بن أبي هند عن الشعبي قال لما طعن عمر رضي الله عنه جاء أبن عباس فقال
يا أمير المؤمنين أسلمت حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس وقتلت شهيدا ولم يختلف عليك اثنان وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض له فقال أعد علي مقالتك فأعاد عليه فقال المغرور من غررتموه والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لأفتديت به من هول المطلع
صفحه ۳۸
حدثنا أحمد بن محمد بن زياد نا محمد بن علي بن زيد الصايغ نا سعيد بن منصور نا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين حضرته الوفاة قال له المغيرة بن شعبة هنيئا لك يا أمير المؤمنين الجنة فقال يا أبن أم المغيرة وما يدريك والذي نفسي بيده لو كان لي ما بين المشرق إلى المغرب لافتديت به من هول المطلع $ وصية عثمان بن عفان رضي الله عنه
صفحه ۳۹