Wasatiyyah of Ahl al-Sunnah between the Sects
وسطية أهل السنة بين الفرق
ناشر
دار الراية للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى ١٤١٥هـ
سال انتشار
١٩٩٤م
ژانرها
لما كان الأمر كذلك ادعى كثير من الطوائف والفرق أنهم هم الفرقة الناجية وأنهم أهل الحق، وتسمى بعضهم باسم "أهل السنة".
يقول شيخ الإسلام ﵀ عليه- وفي معرض كلامه عن الفرق المشار إليها في الحديث: "فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى؛ فيجعل طائفته والمنتسبة إلى متبوعه الموالية له، هم أهل السنة والجماعة، ويجعل من خالفها هم أهل البدع، قال: وهذا ضلال مبين؛ فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله ﷺ، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى؛ فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر، وطاعته في كل ما أمر، وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله ﷺ؛ فمن جعل شخصًا غير رسول الله ﷺ من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدع، كما يوجد ذلك في الطوائف من إتباع أئمة الكلام في الدين وغير ذلك، كان من أهل البدع والضلالة والتفرق"١.
فكل طائفة تدعي أنها الفرقة الناجية، وأن الحق معها.
١ الفتاوي ٣/ ٣٤٦- ٣٤٧.
الشيعة الإمامية الرافضة:
تجعل نسها الفرقة الناجية دون غيرها، وأنها هي المشار إليها في حديث الافتراق.
فقد نقل ابن المطهر الحلي١ عن شيخه النصير
١ وهو الحسين بن يوسف بن المطهر الحلي، ذكره ابن حجر باسم "الحسين" وقال: هو عالم الشيعة وإمامهم ومصنفهم، وهو الذي رد عليه الشيخ تقي الدين ابن تيمية في كتابه المعروف بالرد على الرافضي. قلت: وهو كتاب منهاج السنة وهو مشهور، وقال ابن تغري بردي: كان عالمًا بالمعقولات وله عدة مصنفات؛ غير أنه كان رافضيًا خبيثًا على مذهب القوم. انظر: لسان الميزان ٢/ ٣١٧، والنجوم الزاهرة ٩/ ١٦٧، ط. مصورة عن طبعة دار الكتب.
1 / 49