168

تنبيه المؤمن الأواه بفضائل لا إله إلا الله

تنبيه المؤمن الأواه بفضائل لا إله إلا الله

ناشر

دار طوق النجاة

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

ژانرها

ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه، والحس شاهد بذلك، حتى قال الشعراء بذلك: عَجِبتُ لمن يَقُولُ ذَكَرتُ حِبِّي وَهَلْ أنْسَى فَأذكُرُ مَنْ نَسِيتُ فتعجب هاذا المحب ممن يقول: ذكرت محبوبي، لأن الذكر يكون بعد النسيان، ولو كمل حب هاذا لما نسي محبوبه. وقال آخر: أُريد لأنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأنَّما تَمَثُّل لي لَيلى بكُلِّ سَبيلِ فهاذا أخبر عن نفسه أن محبته لها مانع له من نسيانها. وقال آخر: يُرادُ من القَلْبِ نِسْيانُكُم وَتأْبَى الطَّبَاعُ عَلَى النَّاقِلِ فأخبر أن حبهم وذكرهم قد صار طبعًا له، فمن أراد منه خلاف ذلك أبت عليه طباعه أن تنتقل عنه. والمثل المشهور: من أحب شيئًا أكثر من ذكره، وفي هاذا الجناب الأشرف أحق ما أنشد: لو شُقَّ عن قَلْبي ففى وَسْطهِ ... ذِكْرُكَ والتَّوحيدُ في شطره الرابعة والثلاثون: أن الصلاة عليه ﷺ سبب لمحبته للعبد، فإنها إذا كانت سببًا لزيادة محبة المصلى عليه له، فكذلك هي سبب لمحبته هو للمصلي عليه ﷺ.

1 / 173