بقدر الكد تكتسب المعالي ... ومن طلب العلا سهر الليالي
تروم العز ثم تنام ليلًا ... يغوص البحر من طلب اللآلي
أخي القارئ:
لعلك تسير بين السطور لترى رحلة أولئك بين هجير الشمس وزمهرير الشتاء وضيق العيش وكرب السفر.
رحل عبد الله بن فروخ القيرواني إلى أبي حنيفة ليطلب عنده العلم، فبينا عبد الله جالس ذات يوم في منزل أبي حنيفة إذ سقطت آجرة على رأس عبد الله بن فروخ فشجت رأسه وسال دمه، فقال له أبو حنيفة: اختر إما الدية أو ثلاثمائة حديث، فقال عبد الله: بل أختار ثلاثمائة حديث، قال: فحدثني بها (١).
وقال الإمام أحمد ﵀: كنت ربما أردت البكور في طلب الحديث، فتأخذ أمي بثيابي وتقول: حتى يؤذن الناس أو حتى يصبحوا (٢).
وحينما سئل أبو القاسم الطبراني عن سبب كثرة حفظه وكتابته للأحاديث فقال: كنت أنام على البواري (أي الحصر التي في المساجد) ثلاثين سنة (٣).