Warathat al-Anbiya (The Inheritors of the Prophets)
ورثة الأنبياء
ناشر
دار القاسم
ژانرها
واهجر النوم وحصله فمن ... يعرف المطلوب يحقر ما بذل
لا تقل قد ذهبت أربابه ... كل من سار على الدرب وصل
وقديمًا قال الحكماء: من أسهر نفسه بالليل فقد فرح قلبه بالنهار.
وإنه لفرح لا يعدله فرح بنشر علمه والسير على خطى الأنبياء والصالحين في تبليغ الرسالة وتأدية الأمانة.
إليهم - أي العلماء - يرجع الأمر، وتصدر الأمة عن رأيهم وقولهم. وما ذاك إلا لأنهم حفظوا ميراث النبوة، وأعظم به من ميراث.
ومن الأمثلة الحية للنبوغ المبكر والاشتغال بالعلم منذ الصغر:
الصحابي الجليل معاذ بن جبل ﵁ الذي قال عنه رسول الله ﷺ: «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل». والذي قال عنه عمر بن الخطاب ﵁: لو استخلفت معاذ بن جبل فسألني عنه ربي ﷿: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك ﷺ يقول: «إن العلماء إذا حضروا ربهم ﷿ كان بين أيديهم برتوة بحجر». والذي شبهه عبد الله بن مسعود بإبراهيم الخليل ﵇ في تعليمه الخير للناس، وفي طاعته وإنابته لربه، فقال ابن مسعود: إن معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا.
ومات معاذ هذا، مات وعمره ثنتان وثلاثون سنة.
والإمام النووي صاحب التصانيف العديدة والمؤلفات المفيدة في الفقه والحديث والسلوك واللغة توفي وعمره خمس وأربعون سنة.
1 / 35