[خطبة ابن زياد عند دخوله الكوفة]
[و] لما نزل القصر [وأصبح] نودي: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فخرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد؛ فان أمير المؤمنين- أصلحه الله- ولاني مصركم وثغركم، وأمرني بانصاف مظلومكم، واعطاء محرومكم، وبالإحسان إلى سامعكم ومطيعكم، وبالشدة على مريبكم وعاصيكم، وأنا متبع فيكم أمره، ومنفذ فيكم عهده، فأنا لمحسنكم ومطيعكم كالوالد البر، وسوطي وسيفي على من ترك أمري وخالف عهدي! فليبق امرؤ على نفسه! الصدق ينبئ عنك لا الوعيد
ثم نزل فأخذ العرفاء والناس أخذا شديدا، فقال: اكتبوا إلي الغرباء ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين ومن فيكم من الحرورية (1) وأهل الريب الذين رأيهم الخلاف والشقاق، فمن كتبهم لنا فبرئ، ومن لم يكتب لنا أحدا فيضمن لنا ما في عرافته ألا يخالفنا منهم مخالف ولا يبغي علينا منهم باغ، فمن لم يفعل برئت منه الذمة، وحلال لنا ماله وسفك دمه! وأيما عريف وجد في عرافته من بغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا صلب على باب داره! والقيت تلك العرافة من العطاء، وسير إلى موضع بعمان الزارة (2)(3).
صفحه ۱۱۰