قالت: كلا والله، ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا!
فغضب يزيد واستطار ثم قال: اياى تستقبلين بهذا! إنما خرج من الدين أبوك وأخوك!
فقالت زينب: بدين الله ودين أبي وأخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك!
قال: كذبت يا عدوة الله!
قالت: أنت أمير مسلط تشتم ظالما تقهر بسلطانك! فسكت! ثم عاد الشامي فقال: يا أمير المؤمنين! هب لي هذه الجارية!
قال: اعزب! وهب الله لك حتفا قاضيا! (1).
ثم أمر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة، [و] معهن علي بن الحسين [(عليه السلام)، و] معهن ما يصلحهن، فخرجن حتى دخلن [تلك الدار] فلم تبق من آل معاوية امرأة إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين [(عليه السلام)] فأقاموا عليه المناحة ثلاثا!
ولما أرادوا أن يخرجوا، قال يزيد بن معاوية: يا نعمان بن بشير! جهزهم بما يصلحهم، وابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا، وابعث معه خيلا وأعوانا فسير بهم الى المدينة فخرج بهم، وكان يسايرهم بالليل فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفه، فإذ نزلوا تنحى عنهم، وتفرق هو أصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم بحيث اذا أراد انسان منهم وضوءا او قضاء حاجة لم يحتشم، فلم يزل ينازلهم في الطريق هكذا، ويلطفهم ويسألهم عن حوائجهم، حتى دخلوا المدينة (2).
صفحه ۲۷۲