(4) محرما: أي له حرمة وذمة، أو أراد أنهم قتلوه في آخر ذى الحجة، وقال أبو عمرو: = (*) إلينا قتلته، وأنت أميرنا، فإن خالفك أحد من الناس كانت أيدينا لك ناصرة، وألسنتنا لك شاهدة، وكنت ذا عذر وحجة ".
فقال له على: اغد على غدا، فخذ جواب كتابك.
فانصرف ثم رجع من الغد ليأخذ جواب كتابه فوجد الناس قد بلغهم الذى جاء فيه، فلبست الشيعة أسلحتها ثم غدوا فملؤوا المسجد وأخذوا ينادون: كلنا قتل ابن عفان [ وأكثروا من النداء بذلك ]، وأذن لأبى مسلم فدخل على على أمير المؤمنين فدفع إليه جواب كتابه معاوية، فقال له أبو مسلم: قد رأيت قوما ما لك معهم أمر.
قال: وما ذاك ؟ قال: بلغ القوم أنك تريد أن تدفع إلينا قتلة عثمان فضجوا واجتمعوا ولبسوا السلاح وزعموا أنهم كلهم قتلة عثمان.
فقال على: " والله ما أردت أن أدفعهم إليك طرفة عين، لقد ضربت هذا الأمر أنفه وعينيه ما رأيته ينبغى لى أن أدفعهم إليك ولا إلى غيرك ".
فخرج بالكتاب وهو يقول: الآن طاب الضراب.
وكان كتاب معاوية إلى على عليه السلام (1): بسم الله الرحمن الرحيم من معاوية بن أبى سفيان إلى على بن أبى طالب.
سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو.
أما بعد فإن الله اصطفى محمدا بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، واجتبى له من المسلمين أعوانا أيده الله بهم،
__________
= أي صائما، ويقال أراد لم يحل بنفسه شيئا يوقع به، فهو محرم.
وبكل هذه التأويلات فسر بيت الراعى، الذى أنشده صاحب اللسان (15: 13): قتلوا ابن عفان الخليفة محرما * ودعا فلم أر مثله مقتولا وانظر خزانة الأدب (1: 503 - 504).
(1) انظر هذا الكتاب أيضا في العقد (3: 107).
(*) فكانوا في منار لهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام.
صفحه ۸۶